فالصادق إذن في جميع هذه المقامات عزيز .
ثم درجات الصدق لا نهاية لها ، وقد يكون للعبد صدق في بعض الأمور دون بعض فإن كان صادقا في الجميع فهو الصديق حقا .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=307سعد بن معاذ ثلاثة أنا فيهن قوي وفيما سواهن ضعيف ما صليت صلاة منذ أسلمت فحدثت نفسي حتى أفرغ منها ولا ، شيعت جنازة فحدثت نفسي بغير ما هي قائلة وما هو مقول لها حتى يفرغ من دفنها وما ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قولا إلا علمت أنه حق ، فقال ابن المسيب ما ظننت أن هذه الخصال تجتمع إلا في النبي .
صلى الله عليه وسلم فهذا صدق في هذه الأمور ، وكم قوم من جلة
الصحابة قد أدوا الصلاة ، واتبعوا الجنائز ، ولم يبلغوا هذا المبلغ ، فهذه هي درجات الصدق ومعانيه .
والكلمات المأثورة عن المشايخ في
nindex.php?page=treesubj&link=19475حقيقة الصدق في الأغلب لا تتعرض إلا لآحاد هذه المعاني نعم ، قد قال
nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر الوراق الصدق ثلاثة : صدق التوحيد ، وصدق الطاعة ، وصدق المعرفة .
فصدق التوحيد لعامة المؤمنين ، قال الله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=19والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون وصدق الطاعة لأهل العلم .
والورع ، وصدق المعرفة لأهل الولاية الذين هم أوتاد الأرض ، وكل هذا يدور على ما ذكرناه في الصدق السادس ، ولكنه ذكر أقسام ما فيه الصدق ، وهو أيضا غير محيط بجميع الأقسام . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15639جعفر الصادق الصدق هو المجاهدة ، وأن لا تختار على الله غيره ، كما لم يختر عليك غيرك ، فقال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=78هو اجتباكم وقيل أوحى الله تعالى إلى
موسى عليه السلام : إني إذا أحببت عبدا ابتليته ببلايا لا تقوم لها الجبال ؛ لأنظر كيف صدقه ، فإن وجدته صابرا اتخذته وليا وحبيبا ، وإن وجدته جزوعا يشكوني إلى خلقي خذلته ولا أبالي فإذن من علامات الصدق كتمان المصائب والطاعات جميعا ، وكراهة اطلاع الخلق عليها .
فَالصَّادِقُ إِذَنْ فِي جَمِيعِ هَذِهِ الْمَقَامَاتِ عَزِيزٌ .
ثُمَّ دَرَجَاتُ الصِّدْقِ لَا نِهَايَةَ لَهَا ، وَقَدْ يَكُونُ لِلْعَبْدِ صِدْقٌ فِي بَعْضِ الْأُمُورِ دُونَ بَعْضٍ فَإِنْ كَانَ صَادِقًا فِي الْجَمِيعِ فَهُوَ الصِّدِّيقُ حَقًّا .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=307سَعْدُ بْنُ مُعَاذِ ثَلَاثَةٌ أَنَا فِيهِنَّ قَوِيٌّ وَفِيمَا سِوَاهُنَّ ضَعِيفٌ مَا صَلَّيْتُ صَلَاةً مُنْذُ أَسْلَمْتُ فَحَدَّثْتُ نَفْسِي حَتَّى أَفْرَغَ مِنْهَا وَلَا ، شَيَّعْتُ جِنَازَةً فَحَدَّثْتُ نَفْسِي بِغَيْرِ مَا هِيَ قَائِلَةٌ وَمَا هُوَ مَقُولٌ لَهَا حَتَّى يَفْرَغَ مِنْ دَفْنِهَا وَمَا ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ قَوْلًا إِلَّا عَلِمْتُ أَنَّهُ حَقٌّ ، فَقَالَ ابْنُ الْمُسَيِّبِ مَا ظَنَنْتُ أَنَّ هَذِهِ الْخِصَالَ تَجْتَمِعُ إِلَّا فِي النَّبِيِّ .
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهَذَا صَدَقَ فِي هَذِهِ الْأُمُورِ ، وَكَمْ قَوْمٍ مِنْ جِلَّةِ
الصَّحَابَةِ قَدْ أَدَّوُا الصَّلَاةَ ، وَاتَّبَعُوا الْجَنَائِزَ ، وَلَمْ يَبْلُغُوا هَذَا الْمَبْلَغَ ، فَهَذِهِ هِيَ دَرَجَاتُ الصِّدْقِ وَمَعَانِيهِ .
وَالْكَلِمَاتُ الْمَأْثُورَةُ عَنِ الْمَشَايِخِ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=19475حَقِيقَةِ الصِّدْقِ فِي الْأَغْلَبِ لَا تَتَعَرَّضُ إِلَّا لِآحَادِ هَذِهِ الْمَعَانِي نَعَمْ ، قَدْ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبُو بَكْرٍ الْوَرَّاقُ الصِّدْقُ ثَلَاثَةٌ : صِدْقُ التَّوْحِيدِ ، وَصِدْقُ الطَّاعَةِ ، وَصِدْقُ الْمَعْرِفَةِ .
فَصِدْقُ التَّوْحِيدِ لِعَامَّةِ الْمُؤْمِنِينَ ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=19وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَصِدْقُ الطَّاعَةِ لِأَهْلِ الْعِلْمِ .
وَالْوَرَعِ ، وَصِدْقُ الْمَعْرِفَةِ لِأَهْلِ الْوِلَايَةِ الَّذِينَ هُمْ أَوْتَادُ الْأَرْضِ ، وَكُلُّ هَذَا يَدُورُ عَلَى مَا ذَكَرْنَاهُ فِي الصِّدْقِ السَّادِسِ ، وَلَكِنَّهُ ذَكَرَ أَقْسَامَ مَا فِيهِ الصِّدْقُ ، وَهُوَ أَيْضًا غَيْرُ مُحِيطٍ بِجَمِيعِ الْأَقْسَامِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15639جَعْفَرٌ الصَّادِقُ الصِّدْقُ هُوَ الْمُجَاهَدَةُ ، وَأَنْ لَا تَخْتَارَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَهُ ، كَمَا لَمْ يَخْتَرْ عَلَيْكَ غَيْرَكَ ، فَقَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=78هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَقِيلَ أَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَى
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ : إِنِّي إِذَا أَحْبَبْتُ عَبْدًا ابْتَلَيْتُهُ بِبَلَايَا لَا تَقُومُ لَهَا الْجِبَالُ ؛ لِأَنْظُرَ كَيْفَ صِدْقُهُ ، فَإِنْ وَجَدْتُهُ صَابِرًا اتَّخَذْتُهُ وَلِيًّا وَحَبِيبًا ، وَإِنْ وَجَدْتُهُ جَزُوعًا يَشْكُونِي إِلَى خَلْقِي خَذَلْتُهُ وَلَا أُبَالِي فَإِذَنْ مِنْ عَلَامَاتِ الصِّدْقِ كِتْمَانُ الْمَصَائِبِ وَالطَّاعَاتِ جَمِيعًا ، وَكَرَاهَةُ اطِّلَاعِ الْخَلْقِ عَلَيْهَا .