[الفرق بين الخليفة والملك]
وأخرج ابن سعد عن زاذان، عن سلمان: (أن قال له: أملك أنا أم خليفة؟ فقال له عمر سلمان: إن أنت جبيت من أرض المسلمين درهما أو أقل أو أكثر، ثم وضعته في غير حقه.. فأنت ملك غير خليفة، فاستعبر عمر).
وأخرج عن سفيان بن أبي العوجاء قال: قال (والله؛ ما أدري أخليفة أنا أم ملك؛ فإن كنت ملكا.. فهذا أمر عظيم). عمر بن الخطاب:
فقال قائل: يا أمير المؤمنين؛ إن بينهما فرقا، قال: (ما هو؟)، قال: الخليفة لا يأخذ إلا حقا، ولا يضعه إلا في حق، وأنت بحمد الله كذلك، والملك يعسف الناس؛ فيأخذ من هذا ويعطي هذا. فسكت عمر.
وأخرج عن - رضي الله عنه - قال: ابن مسعود فرسا، فانكشف ثوبه عن فخذه، فرأى أهل عمر نجران بفخذه شامة سوداء، فقالوا: هذا الذي نجد في كتابنا أنه يخرجنا من أرضنا). (ركب
[ ص: 250 ] وأخرج عن سعد الجاري: أن قال كعب الأحبار (إنا لنجدك في كتاب الله على باب من أبواب جهنم تمنع الناس أن يقعوا فيها، فإذا مت.. لم يزالوا يقتحمون فيها إلى يوم القيامة). لعمر:
وأخرج عن أبي معشر قال: حدثنا أشياخنا: أن قال: (إن هذا الأمر لا يصلح إلا بالشدة التي لا جبرية فيها، وباللين الذي لا وهن فيه). عمر
وأخرج في «المصنف» عن ابن أبي شيبة حكيم بن عمير قال: كتب (ألا لا يجلدن أمير جيش ولا سرية أحدا الحد حتى يطلع الدرب؛ لئلا تحمله حمية الشيطان أن يلحق بالكفار). عمر بن الخطاب:
وأخرج في «تفسيره» عن ابن أبي حاتم قال: (كتب قيصر إلى الشعبي إن رسلي أتتني من قبلك، فزعمت أن قبلكم شجرة ليست بخليقة بشيء من الخير، تخرج مثل آذان الحمير، ثم تشقق مثل اللؤلؤ، ثم تخضر فتكون مثل الزمرد الأخضر، ثم تحمر فتكون كالياقوت الأحمر، ثم تينع فتنضج فتكون كأطيب فالوذج أكل، ثم تيبس فتكون عصمة للمقيم، وزادا للمسافر، فإن تكن رسلي صدقتني.. فلا أدري هذه الشجرة إلا من شجر الجنة. عمر بن الخطاب:
فكتب إليه من عبد الله عمر: أمير المؤمنين إلى قيصر ملك عمر الروم: إن رسلك قد صدقوك، هذه الشجرة عندنا هي الشجرة التي أنبتها الله على مريم حين نفست بعيسى ابنها، فاتق الله ولا تتخذ عيسى إلها من دون الله، فـ { إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب } الآية..