فصل 
في الأحاديث المنذرة بخلافة بني أمية  
قال  الترمذي   : حدثنا محمود بن غيلان،  حدثنا  أبو داود الطياليسي،  حدثنا القاسم بن الفضل الحداني،  عن يوسف بن سعد  قال: قام رجل إلى  الحسن بن علي  بعد ما بايع  معاوية  فقال: سودت وجوه المؤمنين، فقال: لا تؤنبني رحمك الله، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أري بني أمية على منبره  فساءه ذلك،  [ ص: 78 ] فنزلت: إنا أعطيناك الكوثر  ونزلت: إنا أنزلناه في ليلة القدر  وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر  «يملكها بعدك بنو أمية يا محمد». 
قال القاسم: فعددنا، فإذا هي ألف شهر لا تزيد ولا تنقص، قال  الترمذي   : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث القاسم،  وهو ثقة، ولكن شيخه مجهول. 
وأخرج هذا الحديث  الحاكم  في «مستدركه»، وابن جرير  في «تفسيره»، قال الحافظ أبو الحجاج   : وهو حديث منكر، وكذا قال ابن كثير   . 
وقال  ابن جرير  في «تفسيره»: حدثت عن محمد بن زبالة،  حدثنا عبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سعد،  حدثني أبي عن جدي قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم بني الحكم بن أبي العاصي ينزون على منبره نزو القردة، فساءه ذلك، فما استجمع ضاحكا حتى مات، وأنزل الله في ذلك: وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس  إسناده ضعيف، لكن له شواهد من حديث  عبد الله بن عمر،  ويعلى بن مرة،  والحسين بن علي   [ ص: 79 ] وغيرهم، وقد أوردتها بطرقها في كتابي «التفسير المسند» وأشرت إليها في كتابي «أسباب النزول». 
				
						
						
