وأخرج عن أبي عبيدة قال: جاء إلى عبد الله بن الزبير الأسدي فقال: يا أمير المؤمنين؛ إن بيني وبينك رحما من قبل فلانة. عبد الله بن الزبير بن العوام
فقال نعم؛ هذا كما ذكرت، وإن فكرت في هذا... أصبت؛ الناس بأسرهم يرجعون إلى أب واحد وإلى أم واحدة. ابن الزبير:
فقال: يا أمير المؤمنين؛ إن نفقتي نفدت.
قال: ما كنت ضمنت لأهلك أنها تكفيك إلى أن ترجع إليهم.
قال: يا أمير المؤمنين؛ فإن ناقتي قد نقبت.
قال: أنجد بها تبرد خفها، وارقعها بسبت، واخفضها بهلب، وسر عليها البردين.
قال: يا أمير المؤمنين؛ إنما جئتك مستحملا ولم آتك مستوصفا، لعن الله ناقة حملتني إليك.
فقال إن وراكبها! فخرج الأسدي وأنشأ يقول: ابن الزبير:
أرى الحاجات عند أبي خبيب نكدن، ولا أمية في البلاد من الأعياص أو من آل حرب
أغر كغرة الفرس الجواد وقلت لصحبتي: أدنوا ركابي
أفارق بطن مكة في سواد وما لي حين أقطع ذات عرق
إلى ابن الكاهلية من معاد!
[ ص: 353 ] وفي أيام كان خروج ابن الزبير الذي ادعى النبوة، فجهز المختار الكذاب لقتاله إلى أن ظفر به في سنة سبع وستين وقتله، لعنه الله. ابن الزبير