[الحكمة في مخاطبة السلطان]
أخرج عن ابن عساكر قال: (أراد إبراهيم بن أبي عبلة أن يوليني خراج هشام بن عبد الملك مصر فأبيت، فغضب حتى اختلج وجهه، وكان في عينيه الحول، فنظر إلي نظرا منكرا وقال: لتلين طائعا أو لتلين كارها، فأمسكت عن الكلام حتى سكن غضبه، فقلت: يا أمير المؤمنين، أتكلم؟ قال: نعم.
قلت: إن الله تعالى قال في كتابه العزيز: { إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها } الآية فوالله يا أمير المؤمنين؛ ما غضب عليهن إذ أبين، ولا أكرههن إذ كرهن، وما أنا بحقيق أن تغضب علي إن أبيت، ولا تكرهني إذ كرهت، فضحك وأعفاني).