[ ص: 457 ]  [من فضائل  الرشيد  ومآثره   ] 
وكان أبيض ، طويلا جميلا ، مليحا فصيحا ، له نظر في العلم والأدب . 
وكان يصلي في خلافته في كل يوم مائة ركعة إلى أن مات ، لا يتركها إلا لعلة ، ويتصدق من صلب ماله كل يوم بألف درهم . 
وكان يحب العلم وأهله ، ويعظم حرمات الإسلام ، ويبغض المراء في الدين ، والكلام في معارضة النص . 
وبلغه عن  بشر المريسي  القول بخلق القرآن فقال : (لئن ظفرت به . . . لأضربن عنقه ) . 
وكان يبكي على نفسه وعلى إسرافه وذنوبه ، سيما إذا وعظ . 
وكان يحب المديح ، ويجيز عليه الأموال الجزيلة ، وله شعر . 
دخل عليه مرة ابن السماك الواعظ  ، فبالغ في احترامه ، فقال له ابن السماك   : (تواضعك في شرفك . . . أشرف من شرفك ) ثم وعظه فأبكاه . 
وكان يأتي بنفسه إلى بيت  الفضيل بن عياض   . 
قال  عبد الرزاق   : كنت مع الفضيل  بمكة  ، فمر  هارون  ، فقال فضيل   : (الناس يكرهون هذا ، وما في الأرض أعز علي منه ، لو مات . . . لرأيت أمورا عظاما ) . 
قال  أبو معاوية الضرير   : (ما ذكرت النبي صلى الله عليه وسلم بين يدي  الرشيد   . . . إلا قال : صلى الله على سيدي ) . 
وحدثته بحديثه صلى الله عليه وسلم : «ووددت أني أقاتل في سبيل الله فأقتل ، ثم أحيا فأقتل»  . فبكى حتى انتحب . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					