وأسند عن الصولي جعفر بن علي بن الرشيد قال : (كنا بين يدي وقد اصطبح ، فناوله خادمه مهج وردا ونرجسا ، فأنشد في ذلك بعد يوم لنفسه : الواثق
حياك بالنرجس والورد معتدل القامة والقد فألهبت عيناه نار الهوى
وزاد في اللوعة والوجد أملت بالملك له قربه
فصار ملكي سبب البعد ورنحته سكرات الهوى
فمال بالوصل إلى الصد إن سئل البذل ثنى عطفه
وأسبل الدمع على الخد غر بما تجنيه ألحاظه
لا يعرف الإنجاز للوعد مولى تشكى الظلم من عبده
فأنصفوا المولى من العبد
وقال : حدثني الصولي قال : أنشدني بعض أهلنا عبد الله بن المعتز ، وكان يهوى خادمين; لهذا يوم يخدمه فيه ، ولهذا يوم: للواثق
قلبي قسيم بين نفسين فمن رأى روحا بجسمين
يغضب ذا إن جاد ذا بالرضا فالقلب مشغول بشجوين
وشادن مربح بالكاس نادمني لا بالحصور ولا فيها بسوار
فقيل : بسوار وسآر ؟ فوجه إلى فسأل عن ذلك ، فقال : سوار : وثاب ، يقول : لا يثب على ندمائه ، وسآر : يفضل في الكأس سؤرا ، وقد رويا جميعا ، فأمر ابن الأعرابي الواثق لابن الأعرابي بعشرين ألف درهم ) .