وفي سنة اثنتين وأربعين : زلزلت الأرض زلزلة عظيمة بقومس وأعمالها ، والري وجرجان ، ونيسابور ، وطبرستان ، وأصبهان ، وتقطعت الجبال ، وتشققت الأرض بقدر ما يدخل الرجل في الشق ، ورجمت قرية السويداء بناحية مصر من السماء ، ووزن حجر من الحجارة فكان عشرة أرطال ، وسار جبل باليمن عليه مزارع لأهله حتى أتى مزارع آخرين ، ووقع بحلب طائر أبيض دون الرخمة في رمضان ، فصاح : (يا معاشر الناس; اتقوا الله ، الله ، الله ، وصاح أربعين صوتا ، ثم طار ، وجاء من الغد ففعل كذلك ، وكتب البريد بذلك ، وأشهد خمسمائة إنسان سمعوه ) .
وفيها : حج من البصرة إبراهيم بن مطهر الكاتب على عجلة تجرها الإبل ، وتعجب الناس من ذلك .
[ ص: 541 ] وفي سنة ثلاث وأربعين : قدم المتوكل إلى دمشق ، فأعجبته ، وبنى له القصر بداريا ، وعزم على سكناها ، فقال يزيد بن محمد المهلبي
أظن الشام تشمت بالعراق إذا عزم الإمام على انطلاق فإن تدع العراق وساكنيه
فقد تبلى المليحة بالطلاق


