مؤنس الخادم على الخليفة وما جرى بينهما ] [خروج
وفي سنة سبع عشرة : خرج مؤنس الخادم الملقب بالمظفر على ; لكونه بلغه أنه يريد أن يولي إمرة الأمراء المقتدر هارون بن غريب مكان مؤنس ، وركب معه سائر الجيش والأمراء والجنود ، وجاؤوا إلى دار الخلافة ، فهربت خواص وأخرج المقتدر بعد العشاء - وذلك في ليلة رابع عشر المحرم - من داره ، وأمه ، وخالته وحرمه ونهب لأمه ستمائة ألف دينار . المقتدر
وأشهد على نفسه بالخلع ، وأحضر محمد بن المعتضد ، وبايعه مؤنس والأمراء ، ولقبوه وفوضت الوزارة إلى القاهر بالله ، أبي علي بن مقلة ، وذلك يوم السبت .
[ ص: 592 ] وجلس يوم الأحد ، وكتب الوزير عنه إلى البلاد ، وعمل الموكب يوم الاثنين ، فجاء العسكر يطلبون رزق البيعة ورزق سنة ، ولم يكن القاهر بالله مؤنس حاضرا ، فارتفعت الأصوات ، فقتلوا الحاجب ومالوا إلى دار مؤنس يطلبون المقتدر; ليردوه إلى الخلافة ، فحملوه على أعناقهم من دار مؤنس إلى قصر الخلافة ، وأخذ ، فجيء به وهو يبكي ويقول : الله الله في نفسي فاستدناه وقبله ، وقال له : (يا أخي; أنت والله لا ذنب لك ، والله لا جرى عليك مني سوء أبدا ، فطب نفسا ) ، وسكن الناس ، وعاد الوزير فكتب إلى الأقاليم بعود الخليفة إلى خلافته ، وبذل القاهر الأموال في الجند . المقتدر