[موت الإخشيد وبيان معاني بعض الألقاب]
وفيها: الإخشيد صاحب مصر، وهو مات محمد بن طغج الفرغاني، والإخشيد معناه: ملك الملوك، وهو لقب لكل من ملك فرغانة، كما أن الأصبهبذ : لقب ملك طبرستان، وصول : ملك جرجان، وخاقان: ملك [ ص: 616 ] الترك، والأفشين: ملك أشروسنة، وسامان: ملك سمرقند.
وكان الإخشيد شجاعا مهيبا، ولي مصر من قبل وكان له ثمانية آلاف مملوك، وهو أستاذ كافور. القاهر،
وفيها: مات القائم العبيدي صاحب المغرب، وقام بعده ولي عهده ابنه المنصور بالله إسماعيل، وكان القائم شرا من أبيه، زنديقا ملعونا، أظهر سب الأنبياء، وكان مناديه ينادي: العنوا الغار وما حوى، وقتل خلقا من العلماء.
وفي سنة خمس وثلاثين: جدد معز الدولة الأيمان بينه وبين المطيع، وأزال عنه التوكيل، وأعاده إلى دار الخلافة.
معز الدولة أن يشرك معه في الأمر أخوه عماد الدولة، ويكون علي بن بويه من بعده، فأجابه المطيع، ثم لم ينشب أن مات عماد الدولة من عامه، فأقام المطيع أخاه ركن الدولة والد عضد الدولة. وفي سنة ثمان وثلاثين: سأل
وزنه ثلاثة آلاف وسبعمائة وتسعون درهما ونصف. وفي سنة تسع وثلاثين: أعيد الحجر الأسود إلى موضعه، وجعل له طوق فضة يشد به،
قال محمد بن نافع الخزاعي : (تأملت الحجر الأسود وهو مقلوع; فإذا السواد في رأسه فقط وسائره أبيض، وطوله قدر عظم الذراع).
[ ص: 617 ] وامرأة تزعم أن روح فاطمة انتقلت إليها، وآخر يدعي أنه وفي سنة إحدى وأربعين: ظهر قوم من التناسخية; فيهم شاب يزعم أن روح علي انتقلت إليه، جبريل، فضربوا، فتعززوا بالانتماء إلى أهل البيت، فأمر معز الدولة بإطلاقهم; لميله إلى أهل البيت، فكان هذا من أفعاله الملعونة.
وفيها: المنصور العبيدي صاحب المغرب بالمنصورية التي مصرها، وقام بالأمر ولي عهده ابنه معد، ولقب: بالمعز لدين الله; وهو الذي بنى القاهرة وكان المنصور أحسن السيرة بعد أبيه، وأبطل المظالم، فأحبه الناس، وأحسن أيضا ابنه السيرة وصفت له المغرب. مات
ولم يكن خطب له قبل ذلك، فبعث إليه المطيع اللواء والخلع. وفي سنة ثلاث وأربعين: خطب صاحب خراسان للمطيع،
ودامت ثلاث ساعات، وفزع الناس إلى الله بالدعاء. وفي سنة أربع وأربعين: زلزلت مصر زلزلة صعبة هدمت البيوت،
وفي سنة ست وأربعين: نقص البحر ثمانين ذراعا، وظهر فيه جبال وجزائر وأشياء لم تعهد.
وكان بالري ونواحيها زلازل عظيمة، وخسف ببلد الطالقان، ولم يفلت من أهلها إلا نحو ثلاثين رجلا، وخسف بمائة وخمسين قرية من قرى الري، واتصل الأمر إلى حلوان فخسف بأكثرها، وقذفت الأرض عظام الموتى، وتفجرت منها [ ص: 618 ] المياه، وتقطع بالري جبل، وعلقت قرية بين السماء والأرض بمن فيها نصف النهار ثم خسف بها وانخرقت الأرض خروقا عظيمة، وخرج منها مياه منتنة ودخان عظيم. هكذا نقل . ابن الجوزي
بقم وحلوان والجبال، فأتلفت خلقا عظيما، وجاء جراد طبق الدنيا، فأتى على جميع الغلات والأشجار. وفي سنة سبع وأربعين: عادت الزلازل
معز الدولة ببغداد دارا هائلة عظيمة، أساسها في الأرض ستة وثلاثون ذراعا. وفي سنة خمسين: بنى
وفيها: أبا العباس عبد الله بن الحسن بن أبي الشوارب، وركب بالخلع من دار معز الدولة وبين يديه الدبادب والبوقات، وفي خدمته الجيش، وشرط على نفسه أن يحمل في كل سنة إلى خزانة قلد القضاء معز الدولة مائتي ألف درهم، وكتب عليه بذلك سجلا، وامتنع المطيع من تقليده، ومن دخوله عليه، وأمر ألا يمكن من الدخول إليه أبدا).
وفيها: ضمن معز الدولة الحسبة ببغداد والشرطة، وكل ذلك عقب ضعفة ضعفها وعوفي منها، فلا كان الله عافاه.
وفيها: الروم جزيرة أقريطش من المسلمين، وكانت فتحت في حدود الثلاثين والمائتين. أخذت
وفيها: الأندلس الناصر لدين الله، وقام بعده ابنه الحكم. توفي صاحب
[ ص: 619 ] وفي سنة إحدى وخمسين: كتبت الشيعة ببغداد على أبواب المساجد: لعنة ولعنة من غصب معاوية، فاطمة حقها من فدك، ومن منع الحسن أن يدفن مع جده، ولعنة من نفى أبا ذر، ثم إن ذلك محي في الليل، فأراد معز الدولة أن يعيده، فأشار عليه الوزير المهلبي أن يكتب مكان ما محي: لعن الله الظالمين لآل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصرحوا بلعنة معاوية فقط.
معز الدولة الناس بغلق الأسواق، ومنع الطباخين من الطبخ، ونصبوا القباب في الأسواق، وعلقوا عليها المسوح، وأخرجوا نساء منشرات الشعور يلطمن في الشوارع، ويقمن المأتم على الحسين، وهذا أول يوم نيح عليه وفي سنة اثنتين وخمسين يوم عاشوراء: ألزم ببغداد، واستمرت هذه البدعة سنين.
وفي ثامن عشر ذي الحجة منها: عمل عيد غدير خم، وضربت الدبادب.