[بناء المدرسة المستنصرية]
وقال الحافظ زكي الدين عبد العظيم المنذري : (كان راغبا في فعل الخير، مجتهدا في تكثير البر، وله في ذلك آثار جميلة، وأنشأ المدرسة [ ص: 703 ] المستنصرية، ورتب فيها الرواتب الحسنة لأهل العلم). المستنصر
وقال ابن واصل : على المستنصر دجلة من الجانب الشرقي مدرسة ما بني على وجه الأرض أحسن منها، ولا أكثر وقوفا، وهي بأربعة مدرسين على المذاهب الأربعة، وعمل فيها بيمارستانا، ورتب فيها مطبخا للفقهاء، ومزملة للماء البارد، ورتب لبيوت الفقهاء الحصر والبسط والزيت والورق والحبر وغير ذلك، وللفقيه بعد ذلك في الشهر دينار، ورتب لهم حماما، وهو أمر لم يسبق إلى مثله، واستخدم عساكر عظيمة لم يستخدم مثلها أبوه ولا جده. (بنى
وكان ذا همة عالية وشجاعة وإقدام عظيم، قصدت التتار البلاد فلقيهم عسكره فهزموا التتار هزيمة عظيمة، وكان له أخ يقال له: الخفاجي، فيه شهامة زائدة، وكان يقول: لئن وليت.. لأعبرن بالعساكر نهر جيحون، وآخذ البلاد من أيدي التتار، وأستأصلهم، فلما مات لم ير الدويدار ولا الشرابي تقليد الخفاجي; خوفا منه، وأقاما ابنه المستنصر.. أحمد; للينه وضعف رأيه ليكون لهما الأمر; ليقضي الله أمرا كان مفعولا من هلاك المسلمين في مدته، وتغلب التتار، فإنا لله وإنا إليه راجعون).