[ظهور نار عظيمة بالمدينة المنورة]
بالمدينة النبوية. وفي سنة أربع وخمسين: ظهرت النار
[ ص: 710 ] قال أبو شامة: (جاءنا كتب من المدينة فيها: لما كانت ليلة الأربعاء، ثالث جمادى الآخرة... ظهر بالمدينة دوي عظيم، ثم زلزلة عظيمة، فكانت ساعة بعد ساعة إلى خامس الشهر، فظهرت نار عظيمة في الحرة قريبا من قريظة، نبصرها من دورنا من داخل المدينة كأنها عندنا، وسالت أودية منها إلى وادي شظا مسيل الماء، وطلعنا نبصرها; فإذا الجبال تسيل نارا، وسارت هكذا وهكذا بين نيران كأنها الجبال، وطار منها شرر كالقصر إلى أن أبصر ضوءها من مكة ومن الفلاة جميعهما، واجتمع الناس كلهم إلى القبر الشريف مستغفرين تائبين، واستمرت هكذا أكثر من شهر).
قال الذهبي : (أمر هذه النار متواتر; وهي مما أخبر به المصطفى صلى الله عليه وسلم حيث قال: «لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز تضيء لها أعناق الإبل ببصرى»، وقد حكى غير واحد ممن كان ببصرى في الليل، ورأى أعناق الإبل في ضوئها).