بغداد وأهلها، وتمثل بقول وعملت الشعراء قصائد في مراثي سبط [ ص: 717 ] التعاويذي:
بادت وأهلوها معا فبيوتهم ببقاء مولانا الوزير خراب
وقال بعضهم:يا عصبة الإسلام نوحي واندبي حزنا على ما تم للمستعصم
دست الوزارة كان قبل زمانه لابن الفرات فصار لابن العلقمي
ولتقي الدين بن أبي اليسر قصيدة مشهورة في بغداد، وهي:
لسائل الدمع عن بغداد أخبار فما وقوفك والأحباب قد ساروا
يا زائرين إلى الزوراء لا تفدوا فما بذاك الحمى والدار ديار
تاج الخلافة والربع الذي شرفت بها المعالم قد عفاه إقفار
أضحى لعصف البلى في ربعه أثر وللدموع على الآثار آثار
يا نار قلبي من نار لحرب وغى شبت عليه ووافى الربع إعصار
علا الصليب على أعلى منابرها وقام بالأمر من يحويه زنار
وكم حريم سبته الترك غاصبة وكان من دون ذاك الستر أستار
وكم بدور على البدرية انخسفت ولم يعد لبدور منه إبدار
وكم ذخائر أضحت وهي شائعة من النهاب وقد حازته كفار
وكم حدود أقيمت من سيوفهم على الرقاب وحطت فيه أوزار
ناديت والسبي مهتوك يجرهم إلى السفاح من الأعداء ذعار