[ ص: 224 ] المسألة الثانية : قد قدمنا أن ; وإنما ذلك إلى الشرع ; إذ العقول لا تهتدي إلى المنافع التي ترشد من ضلال الخواطر ، وتنجي من أهوال الآخرة بما لا يهتدي العقل إلى تفصيله ، ولا يتمكن من تحصيله ، فكيف إن تغير ما مهده الشرع ، وتبدل ما سنه وأوضحه ، وذلك [ كله ] من غرور الشيطان ووساوسه وتحكمه على الخلق بالوعد الصادق : لأجلبن عليهم ولأشاركنهم ولأعدنهم . قال الله عز وجل : { العقول لا حكم لها بتحسين ولا تقبيح ، ولا تحليل ولا تحريم وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا } . .