المسألة الثالثة : قوله تعالى : { ويضع عنهم إصرهم }
الإصر ; هو الثقل ، وكان فيما سبق من الشرائع تكاليف كثيرة فيها مشاق عظيمة ، فخفف تلك المشاق لمحمد صلى الله عليه وسلم فمنها مشقتان عظيمتان : الأولى في البول . كان إذا أصاب ثوب أحدهم قرضه ، فخفف الله ذلك عن هذه الأمة بالغسل بالماء .
وروى عن مسلم أبي وائل قال : كان أبو موسى يشدد في البول ، ويبول في قارورة ، ويقول : إن بني إسرائيل كان إذا أصاب جلد أحدهم بول قرضه بالمقاريض [ ص: 328 ] { : لوددت أن صاحبكم لا يشدد هذا التشديد ، لقد رأيتني أنا ورسول الله نتماشى ، فأتى سباطة خلف حائط ، فقام كما يقوم أحدكم ; فبال ، فانتبذت منه ، فأشار إلي فجئت فقمت عند عقبه حتى فرغ حذيفة } . فقال
ومن الإصر الذي وضع إحلال الغنائم ; وكانت حراما على سائر الأمم .
ومنها ألا تجالس الحائض ولا تؤاكل ، فخفف الله ذلك في دينه ، فقال صلى الله عليه وسلم : { } في أعداد لأمثالها . لتشد عليها إزارها ، ثم شأنه بأعلاها