الآية الموفية عشرين :
قوله تعالى : { لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم } .
[ ص: 434 ] فيها سبع مسائل :
المسألة الأولى : في : روى سبب نزولها وغيره قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { أبو هريرة } . غزا نبي من الأنبياء ، فقال لأصحابه : لا يتبعني رجل بنى دارا ، ولم يسكنها ، أو تزوج امرأة ولم يبن بها ، أو له حاجة في الرجوع . قال : فلقي العدو عند غيبوبة الشمس ; فقال : اللهم إنها مأمورة ، وإني مأمور فاحبسها حتى تقضي بيني وبينهم ، فحبسها الله عليه ، فجمعوا الغنائم فلم تأكلها النار
قال : { وكانوا إذا غنموا غنيمة بعث الله عليها نارا فأكلتها ، فقال لهم نبيهم : إنكم غللتم فليبايعني من كل قبيلة رجل ، فبايعوه فلزقت يد رجل منهم بيده ، فقال له : إن أصحابك قد غلوا فأتني بهم فليبايعوني ، فلزقت يد رجلين أو ثلاثة منهم بيده ، فقال لهما : إنكما قد غللتما ، فقالا : أجل ، قد غللنا صورة رأس بقرة من ذهب ، فجاءا بها ، فطرحت في الغنائم ، فبعث الله عليها النار فأكلتها } .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { إن الله أطعمنا الغنائم رحمة رحمنا بها ، وتخفيفا خفف عنا لما علم من ضعفنا } .
قال الإمام رضي الله عنه : قد بينا في غير موضع وجه هذه النعمة وفائدة ما فيها من حكمة ، وأن الله جعل رزق نبيه محمد وأمته من أفضل وجوه الكسب ، وهي جهة القهر والاستعلاء .
وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { أبو هريرة بدر أسرع الناس في الغنائم ، فأنزل الله : { لولا كتاب من الله سبق } إلى آخر الآيتين : فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا } . لم تحل الغنائم لقوم سود الرءوس ، من قبلكم كانت تنزل نار من السماء ، فلما كان يوم