الآية الخامسة والعشرون :
قوله تعالى : { وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله إن الله بكل شيء عليم والذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم } .
فيها ثلاث مسائل : المسألة الأولى : قوله : { من بعد } : يعني من بعد ما أمرتكم بالموالاة ، هكذا قال جماعة من المفسرين ، إلا أنه يحتمل أن يكون يريد من بعد الإيمان الأول والهجرة الأولى ، فإن الهجرة طبقات : المهاجرون [ ص: 443 ] الأولون ، وبعدهم من هاجر في بحبوحة الإيمان وقبل الفتح ، وهم طبقات عندنا ودرجات عند الله .
المسألة الثانية : قوله : { فأولئك منكم } : يعني في على اختلاف الأقوال ; فإن تولى قوما فهو منهم باعتقاده معهم ، والتزامه لهم ، وعمله بعملهم ، كما قال تعالى : { الموالاة والميراث ومن يتولهم منكم فإنه منهم } .