[ ص: 445 ] : وفي ذلك للعلماء أغراض جماعها أربعة : القول في سقوط بسم الله الرحمن الرحيم منها
الأول : قال فيما روى عنه مالك ، ابن وهب وابن القاسم ، وابن عبد الحكم : إنه لما سقط أولها سقط بسم الله الرحمن الرحيم معه .
وكذلك يروى عن ابن عجلان أنه بلغه أن سورة " براءة " كانت تعدل البقرة أو قربها ، فذهب منها ، فلذلك لم يكتب فيها بسم الله الرحمن الرحيم .
الثاني : أن براءة سخط ، وبسم الله الرحمن الرحيم رحمة ، فلا يجمع بينهما .
الثالث : أن براءة نزلت برفع الأمان ، وبسم الله الرحمن الرحيم أمان .
وهذه كلها احتمالات ، منها بعيد ومنها قريب ; وأبعدها قول من قال : إنها مفتتحة بذكر الكفار ; لأن سورا كثيرة من سور القرآن افتتحت بذكر الكفار كقوله : { الذين كفروا } .
وقوله : { ويل لكل همزة } .
الرابع : وهو الأصح ما ثبت عن يزيد الفارسي أنه قال : قال لنا : قلنا ابن عباس لعثمان : ما حملكم أن عمدتم إلى الأنفال ، وهي من المثاني وإلى براءة ، وهي من المئين ، فقرنتم بينهما ، ولم تكتبوا بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم ، ووضعتموها في السبع الطوال ، فما حملكم على ذلك ؟ . قال عثمان { } . : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا نزل عليه الوحي يدعو ببعض من يكتب عنه ، فيقول : ضعوا هذا في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا ، وتنزل عليه الآية فيقول : ضعوا هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا ، وكانت الأنفال من أول ما نزل ، وبراءة من آخر ما نزل من القرآن ، وكانت قصتها شبيهة بقصتها ، وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أنها منها ، فظننت أنها منها ; فمن ثم قرنت بينهما ، ولم أكتب بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم
وروي عن : آخر ما نزل براءة { أبي بن كعب } ; فلذلك ضمت إلى الأنفال ، وكانت شبيهة بها . وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا في أول كل سورة ببسم الله الرحمن الرحيم ، ولم يأمرنا في سورة براءة بشيء
[ ص: 446 ] وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { } . أعطيت السبع الطوال مكان التوراة ، وأعطيت المئين مكان الزبور ، وأعطيت المثاني مكان الإنجيل ، وفضلت بالمفصل