المسألة السادسة : قوله تعالى { منها أربعة حرم } : وهي : رجب الفرد ، وذو القعدة ، وذو الحجة ، والمحرم .
ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { } . وفي رواية : { إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا ، منها أربعة حرم : ثلاث متواليات : ذو القعدة ، وذو الحجة ، والمحرم ; ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان } . ورجب
وقوله : { حرم } جمع حرام ، كأنه يوجد احترامها بما منع فيها من القتال ، وأوقع في قلوب الناس لها من التعظيم .
[ ص: 499 ] ومعنى قوله : " رجب مضر " فبما قاله القاضي أبو إسحاق أن بعض أحياء العرب ، وأحسبه من ربيعة ، كانوا يحرمون شهر رمضان ويسمونه رجب ، فأراد النبي صلى الله عليه وسلم تخصيصه بالبيان باقتصار مضر على تحريمه .
وقد روي في الحديث : { مضر الذي بين جمادى وشعبان } . ورجب
وذلك كله بيان لتحقيق الحال ، وتنبيه على رفع ما كان وقع فيها من الاختلال .