الآية الثامنة والثلاثون قوله تعالى { والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى والله يشهد إنهم لكاذبون } .
[ ص: 581 ] فيها ست مسائل :
المسألة الأولى : ، فقال : { ذم الله تعالى المنافقين والمقصرين في هذه السورة في آيات جملة ، ثم طبقهم طبقات عموما وخصوصا الأعراب أشد كفرا } .
وقال : { ومن الأعراب من يتخذ ما ينفق مغرما } .
{ ومن الأعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر ويتخذ ما ينفق قربات } ; وهذا مدح يتميز به الفاضل من الناقص والمحق من المبطل ، ثم ذكر السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار ، ثم قال : { وممن حولكم من الأعراب منافقون } .
وقال : { ومن أهل المدينة مردوا على النفاق } أي استمروا عليه وتحققوا به .
وقال : وآخرون يعني على التوسط خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا ، ثم قال : { وآخرون مرجون لأمر الله } وهم نحو من سبعة ، منهم أبو لبابة ، وكعب ، ومرارة ، وهلال ، جعلهم تحت المشيئة ورجأهم بالتوبة ، مشيرا إلى المغفرة والرحمة ، ثم قال : { والذين اتخذوا مسجدا ضرارا } .
أسقط ابن عامر منهما الواو ، كأنه رده إلى من هو أهل ممن تقدم ذكره ، وزاد غيرهما الواو ، كأنه جعلهم صنفا آخر . ونافع
وقد قيل : إن إسقاط الواو تجعله مبتدأ ، وليس كذلك ; بل هو لما تقدم وصف ، ولن يحتاج إلى إضمار ، وقد مهدناه في الملجئة .