الآية الحادية والأربعون قوله تعالى { إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين } .
فيها اثنتا عشرة مسألة :
المسألة الأولى : روي { أن قال للنبي صلى الله عليه وسلم : اشترط لربك ولنفسك ما شئت . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أشترط لربي أن تعبدوه ، ولا تشركوا به شيئا ، وأشترط لنفسي أن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأموالكم . قال : فإذا فعلنا ذلك فما لنا ؟ قال : الجنة . قال : ربح البيع . قال : لا نقيل ولا نستقيل فنزلت : { عبد الله بن رواحة إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم } } . وهذا مما لا يوجد صحيحا .
[ ص: 589 ] وقد روي عن الشعبي أنه قال : { ذهب النبي صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة ، وذهب معه ، فقال العباس بن عبد المطلب : تكلموا يا معشر العباس الأنصار ، وأوجزوا ; فإن علينا عيونا قال الشعبي : فخطب خطبة ما خطب المرد ولا الشيب مثلها قط . فقال : يا رسول الله ; اشترط لربك ، واشترط لنفسك ، واشترط لأصحابك . قال : أشترط لربي أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا ، وأشترط لنفسي أن تمنعوني ما تمنعون منه أنفسكم وأهليكم ، وأشترط لأصحابي المواساة في ذات أيديكم . قالوا : هذا لك ، فما لنا ؟ قال : الجنة . قال : ابسط يدك أبو أمامة أسعد بن زرارة } . وهذا وإن كان مقطوعا فإن معناه ثابت من طرق .