المسألة الرابعة : من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم } : أما هذا فليس للنبي فيه مدخل باتفاق من الموحدين ، أما أنه قد قيل : إنه يدخل في التوبة من إذنه للمنافقين في التخلف فعذره الله في إذنه لهم ، وتاب عليه وعذره ، وبين للمؤمنين صواب فعله بقوله : { قوله : { لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا } إلى : { الفتنة } .
[ ص: 596 ] وأما غير النبي فكاد تزيغ قلوب فريق منهم ببقائهم بعده ، كأبي حثمة وغيره ، بإرادتهم الرجوع من الطريق حين أصابهم الجهد ، واشتد عليهم العطش ، حتى نحروا إبلهم ، وعصروا كروشها ، فاستسقى رسول الله ، فنزل المطر ; ولهذا جاز للإمام وهي : المسألة الخامسة : أن يأذن لمن اعتذر إليه أخذا بظاهر الحال ، ورفقا بالخلق ، اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم .