[ ص: 32 ] سورة ص [ فيها إحدى عشرة آية ] الآية الأولى قوله تعالى : { إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والإشراق والطير محشورة كل له أواب    } . 
فيها أربع مسائل : 
المسألة الأولى قد ذكر الله سبحانه وتعالى في سورة سبأ : { يا جبال أوبي معه والطير    } ; فأذن الله للجبال ، وخلق فيها ، ويسر لها أن تسبح مع داود  عليه السلام إذا سبح وكذلك الطير ; وكان تسبيح داود  إثر صلاته عند طلوع الشمس ، وعند غروبها ، وهي صلاة الأمم قبلنا فيما يروي أهل التفسير ، ثم قال : { والطير محشورة    } وهي : 
المسألة الثانية { كل له أواب    } أي راجع إليه ، ترجع معه ، وتسبح بتسبيحه ، وتحن إلى صوته لحسنه ، وتمثل مثل عبادته لربه . 
فإن قيل : وهل للطير عبادة أو تكليف  ؟ قلنا : كل له عبادة ، وكل له تسبيح كما تقدم ، والكل مكلف بتكليف التسخير ، وليس بتكليف الثواب والعقاب ; وإنما جعل الله ذلك كله آية لداود  عليه السلام وكرامة من تسخير الكل له تسخير القهر والغلبة ، وآمن الجن بمحمد  صلى الله عليه وسلم إيمان الاختيار والطاعة ، فقالوا : { إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به    } { يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به    } . . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					