الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              المسألة الرابعة : قوله تعالى : { وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل } : [ ص: 572 ] قال ابن زيد : قال أبي : هم السلاطين ، بدأ الله سبحانه بهم ; فأمرهم بأداء الأمانة فيما لديهم من الفيء ، وكل ما يدخل إلى بيت المال حتى يوصلوه إلى أربابه ، وأمرهم بالحكم بين الناس بالعدل ، وأمرنا بعد ذلك بطاعتهم ، فقال : { يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم } . قال القاضي : هذه الآية في أداء الأمانة والحكم عامة في الولاية والخلق ; لأن كل مسلم عالم ، بل كل مسلم حاكم ووال . وقال النبي صلى الله عليه وسلم : { المقسطون يوم القيامة على منابر من نور عن يمين الرحمن ، وكلتا يديه يمين وهم الذين يعدلون في أنفسهم وأهليهم وما ولوا } .

                                                                                                                                                                                                              وقال صلى الله عليه وسلم : { كلكم راع ، وكلكم مسئول عن رعيته ، فالإمام راع على الناس وهو مسئول عنهم ، والرجل راع في أهل بيته وهو مسئول عنهم ، والعبد راع في مال سيده وهو مسئول عنه : ألا كلكم راع ومسئول عن رعيته } . فجعل صلى الله عليه وسلم في هذه الأحاديث الصحيحة كل هؤلاء رعاة وحكاما على مراتبهم ، وكذلك العالم الحاكم فإنه إذا أفتى يكون قضى ، وفصل بين الحلال والحرام ، والفرض والندب ، والصحة والفساد ; فجميع ذلك فيمن ذكرنا أمانة تؤدى وحكم يقضى ، والله عز وجل أعلم .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية