[ ص: 67 ] سورة المؤمن فيها ثلاث آيات
الآية الأولى
قوله تعالى : { فرعون يكتم إيمانه أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم وإن يك كاذبا فعليه كذبه وإن يك صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب وقال رجل مؤمن من آل } .
ظن بعضهم أن [ أنه ] لا يكون مؤمنا باعتقاده . وقد قال المكلف إذا كتم إيمانه ، ولم يتلفظ به لسانه : إنه إذا مالك أنه يلزمه ، كما يكون مؤمنا وكافرا بقلبه ، فجعل مدار الإيمان على القلب ، وإنه كذلك ، لكن ليس على الإطلاق ، وقد بيناه في أصول الفقه بما لبابه أن نوى بقلبه طلاق زوجه كان كافرا ، وإن لم يلفظ بلسانه . المكلف إذا نوى الكفر بقلبه
وأما إذا فلا يكون مؤمنا حتى يتلفظ بلسانه ، وأما إذا نوى الإيمان بقلبه [ فلا يكون مؤمنا ] فيما بينه وبين الله تعالى ، وإنما تمنعه التقية من أن يسمعه غيره ، وليس من شرط الإيمان أن يسمعه الغير في صحته من التكليف ; إنما يشترط سماع الغير له ليكف عن نفسه وماله . نوى الإيمان بقلبه تمنعه التقية والخوف من أن يتلفظ بلسانه