[ ص: 319 ] قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=30إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=31نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=32نزلا من غفور رحيم .
nindex.php?page=treesubj&link=29012قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=30إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا قال
عطاء عن
ابن عباس : نزلت هذه الآية في
أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - ، وذلك أن المشركين قالوا ربنا الله ، والملائكة بناته ، وهؤلاء شفعاءنا عند الله ، فلم يستقيموا . وقال
أبو بكر : ربنا الله وحده لا شريك له ،
ومحمد - صلى الله عليه وسلم - عبده ورسوله ، فاستقام . وفي
الترمذي عن
أنس بن مالك nindex.php?page=hadith&LINKID=831089أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرأ nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=30إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا قال : قد قال الناس ثم كفر أكثرهم ، فمن مات عليها فهو ممن استقام قال : حديث غريب . ويروى في هذه الآية عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
وأبي بكر وعمر وعثمان وعلي معنى استقاموا ، ففي صحيح
مسلم عن
سفيان بن عبد الله الثقفي قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=831090قلت : يا رسول الله قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا بعدك - وفي رواية - غيرك . قال : قل آمنت بالله ثم استقم زاد
الترمذي nindex.php?page=hadith&LINKID=831091قلت : يا رسول الله ما أخوف ما تخاف علي ؟ فأخذ بلسان نفسه وقال : ( هذا ) . وروي عن
أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - أنه قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=30ثم استقاموا لم يشركوا بالله شيئا . وروى عنه
الأسود بن هلال أنه قال لأصحابه : ما تقولون في هاتين الآيتين
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=30إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا و
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=82الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم فقالوا : استقاموا فلم يذنبوا ولم يلبسوا إيمانهم بخطيئة ، فقال
أبو بكر : لقد حملتموها على غير المحمل
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=30قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلم يلتفتوا إلى إله غيره "
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=82ولم يلبسوا إيمانهم بشرك
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=82أولئك لهم الأمن وهم مهتدون . وروي عن
عمر - رضي الله عنه - أنه قال على المنبر وهو يخطب :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=30إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فقال : استقاموا والله على الطريقة لطاعته ثم لم يرغوا روغان الثعالب . وقال
عثمان - رضي الله عنه - : ثم أخلصوا العمل لله . وقال
علي [ ص: 320 ] - رضي الله عنه - : ثم أدوا الفرائض . وأقوال التابعين بمعناها . قال
ابن زيد وقتادة : استقاموا على الطاعة لله .
الحسن : استقاموا على أمر الله فعملوا بطاعته واجتنبوا معصيته . وقال
مجاهد وعكرمة : استقاموا على شهادة أن لا إله إلا الله حتى ماتوا . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري : عملوا على وفاق ما قالوا . وقال
الربيع : أعرضوا عما سوى الله . وقال
الفضيل بن عياض : زهدوا في الفانية ورغبوا في الباقية . وقيل : استقاموا إسرارا كما استقاموا إقرارا . وقيل : استقاموا فعلا كما استقاموا قولا . وقال
أنس : لما نزلت هذه الآية قال النبي - صلى الله عليه وسلم - :
هم أمتي ورب الكعبة . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13428الإمام ابن فورك : السين سين الطلب ، مثل استسقى أي : سألوا من الله أن يثبتهم على الدين . وكان
الحسن إذا قرأ هذه الآية قال : اللهم أنت ربنا فارزقنا الاستقامة .
قلت : وهذه الأقوال وإن تداخلت فتلخيصها : اعتدلوا على طاعة الله عقدا وقولا وفعلا ، وداموا على ذلك . تتنزل عليهم الملائكة قال
ابن زيد ومجاهد : عند الموت . وقال
مقاتل وقتادة : إذا قاموا من قبورهم للبعث . وقال
ابن عباس : هي بشرى تكون لهم من الملائكة في الآخرة . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع وابن زيد : البشرى في ثلاثة مواطن : عند الموت ، وفي القبر ، وعند البعث . ألا تخافوا أي ب " ألا تخافوا " فحذف الجار . وقال
مجاهد : لا تخافوا الموت . وقال
عطاء بن أبي رباح : لا تخافوا رد ثوابكم فإنه مقبول ، وقال
عكرمة ولا تخافوا إمامكم ، ولا تحزنوا على ذنوبكم . ولا تحزنوا على أولادكم ، فإن الله خليفتكم عليهم . وقال
عطاء بن أبي رباح : لا تحزنوا على ذنوبكم فإني أغفرها لكم . وقال
عكرمة : لا تحزنوا على ذنوبكم . وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=31نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=31وفي الآخرة أي تقول لهم الملائكة الذين تتنزل عليهم بالبشارة " نحن أولياءكم " قال
مجاهد : أي : نحن قرناءكم الذين كنا معكم في الدنيا ، فإذا كان يوم القيامة قالوا لا نفارقكم حتى ندخلكم الجنة . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : أي : نحن الحفظة لأعمالكم في الدنيا وأولياءكم في الآخرة . ويجوز أن يكون هذا من قول الله تعالى ، والله ولي المؤمنين ومولاهم . ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم أي من الملاذ . ولكم فيها ما تدعون تسألون وتتمنون . نزلا أي رزقا وضيافة . وقد تقدم في " آل عمران " وهو منصوب على المصدر أي : أنزلناه نزلا . وقيل : على الحال . وقيل : هو جمع نازل ، أي : لكم ما تدعون نازلين ، فيكون حالا من الضمير المرفوع في " تدعون " أو من المجرور في " لكم " .