الآية السادسة قوله تعالى : { ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد }
فيها أربع مسائل : المسألة الأولى : في : روي أن سبب نزولها قريشا قالوا : إن الذي يعلم محمدا يسار أبو فكيهة مولى من قريش ، وسلمان ، فنزلت هذه الآية . وهذا يصح في يسار ، لأنه مكي ، والآية مكية ; وأما سلمان فلا يصح ذلك فيه ; لأنه لم يجتمع مع النبي صلى الله عليه وسلم إلا بالمدينة ، وقد كانت الآية نزلت بمكة بإجماع من الناس . المسألة الثانية : في معنى الآية : وهو أن الله تعالى أراد أن هذا القرآن لو نزل باللغة [ ص: 73 ] الأعجمية لقالت قريش لمحمد : يا محمد ; إذا أرسلت إلينا به فهلا فصلت آياته ، أي بينت وأحكمت . المسألة الثالثة : أعجمي وعربي ، التقدير : أنى يجتمع ما يقولون أو ينتظم ما يأفكون ؟ يسار أعجمي ، والقرآن عربي ، فأنى يجتمعان ،