[ ص: 113 ] سورة الفتح [ فيها خمس آيات ]
الآية الأولى قوله تعالى : { قل للمخلفين من الأعراب ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون فإن تطيعوا يؤتكم الله أجرا حسنا وإن تتولوا كما توليتم من قبل يعذبكم عذابا أليما } .
فيها خمس مسائل : المسألة الأولى : قوله { قل للمخلفين } قيل : هم الحديبية ، وهم خمس قبائل : الذين تخلفوا عن جهينة ، ومزينة ، وأشجع ، وغفار ، وأسلم : { ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد } وهي : المسألة الثانية : في تعيينهم ثلاثة أقوال : أحدها أنهم فارس والروم .
الثاني أنهم بنو حنيفة مع مسيلمة الكذاب .
الثالث أنهم هوازن وغطفان يوم حنين ; تقاتلونهم أو يسلمون ; وهذا يدل على أنهم باليمامة لا بفارس ولا بالروم وهي : المسألة الثالثة : لأن الذي تعين عليه القتال حتى يسلم من غير قبول جزية هم العرب في أصح الأقوال والمرتدون .
فأما فارس والروم فلا يقاتلون حتى يسلموا ; بل إن بذلوا الجزية قبلت منهم ، وجاءت الآية معجزة للنبي صلى الله عليه وسلم وإخبارا بالغيب الآتي ، وهي : المسألة الرابعة : ودلت على إمامة أبي بكر ، وهي : [ ص: 114 ] المسألة الخامسة لأن الداعي لهم كان وعمر أبا بكر في قتال بني حنيفة ، وهو استخلف ، عمر كان الداعي لهم إلى قتال وعمر فارس والروم ، وخرج تحت لوائه [ وأخذ سهمه من غنيمته واستولد علي حنيفة الحنفية ولده محمدا ] ، ولو كانت إمامة باطلة وغنيمة حراما لما جاز عندهم وطء لها ; لأنه عندهم معصوم من جميع الذنوب . علي