المسألة الثانية قوله تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=1تجادلك في زوجها } : وكذلك تقدم بيان المجادلة وحقيقتها وجوازها في طلب قصد الحق وإظهاره ، وأمر الله بها ، ونسخه وتخصيصه لها وتعميمه . المسألة الثالثة : في
nindex.php?page=treesubj&link=29029تعيين هذه المجادلة : وفيه روايات كثيرة : قيل هي
خولة امرأة
أوس بن الصامت . وقيل هي
خولة بنت دليج . وقيل :
بنت الصامت . وأمها
معاذة ; كانت أمة
لابن أبي . وفيها قال الله تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=33ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء } الآية .
وقيل :
خولة بنت ثعلبة ، وهي أشبهها ; لما روي أن
خولة بنت ثعلبة جاءت إلى
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب [ ص: 155 ] وهي عجوزة كبيرة ، والناس معه ، وهو على حمار قال : فجنح إليها ، ووضع يده على منكبها ، وتنحى الناس عنها ، فناجاها طويلا ، ثم انطلقت فقالوا : يا أمير المؤمنين ، حبست رجالات
قريش على هذه العجوز . قال : أتدرون من هي ؟ هذه
خولة بنت ثعلبة ، سمع الله قولها من فوق سبع سموات ; فوالله لو قامت هكذا إلى الليل لقمت معها إلى أن تحضر صلاة ، وأنطلق لأصلي ثم أرجع إليها .
وقالت
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة : تبارك الذي وسع سمعه كل شيء ، إني لأسمع كلام
خولة بنت ثعلبة ، ويخفى علي بعضه ، وهي تقول : يا رسول الله .
وفي تراجم
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، وعن
تميم بن سلمة ، وعن
عروة عن
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة ; {
nindex.php?page=hadith&LINKID=26747قلت : الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات ، فأنزل الله عز وجل على النبي صلى الله عليه وسلم : { nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=1قد سمع الله قول التي تجادلك } } .
ونصه على الاختصار ما روي أنه {
nindex.php?page=hadith&LINKID=33265لما ظاهر أوس بن الصامت من امرأته خولة بنت ثعلبة قالت له : والله ما أراك إلا قد أثمت في شأني ، لبست جدتي ، وأفنيت شبابي ، وأكلت مالي ، حتى إذا كبرت سني ، ورق عظمي ، واحتجت إليك فارقتني . قال : ما أكرهني لذلك ، اذهبي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فانظري هل تجدين عنده شيئا في أمرك ؟ فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له ، فلم تبرح حتى نزل القرآن : { nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=1قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها } فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أعتق رقبة . قال : لا أجد ذلك . قال : صم شهرين متتابعين . قال : لا أستطيع ذلك ; أنا شيخ كبير . قال : أطعم ستين مسكينا . قال : لا أجد . فأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم شعيرا ، وقال : خذ هذا فأطعمه } .
وروي أيضا {
nindex.php?page=hadith&LINKID=6438أن سعيدا أتى أبا سلمة بن صخر أحد بني بياضة ، كان رجلا ميطا فلما جاء شهر رمضان جعل امرأته عليه كأمه ، فرآها ذات ليلة في بريق القمر ، ورأى بريق خلخالها وساقها فأعجبته فأتاها ، وأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقص عليه القصة [ ص: 156 ] فقال له : أتيت بهذا يا nindex.php?page=showalam&ids=233أبا سلمة ثلاثا ؟ فأمر النبي أن يعتق رقبة . قال : ما أملك غير رقبتي هذه . فأمره بالإطعام . قال : إنما هي وجبة . قال : صم شهرين متتابعين . قال : ما من عمل يعمله الناس أشد علي من الصيام . قال : فأتى الناس النبي صلى الله عليه وسلم بقناع فيه تمر . فقال له : خذ هذا ، فتصدق به وأطعمه عيالك } .
[ وقيل هذا
صخر بن ] سلمة بن صخر بن سليمان الذي أعطى النبي صلى الله عليه وسلم المجن يوم
أحد . وقال : وجهي أحق بالكلم من وجهك ، وارتث بعد ذلك من القتلى ، وبه رمق ، وقد كلم كلوما كثيرة ، فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم كلومه ، واستشفى له فبرئ ، وفيه نزلت آية الظهار .
الْمَسْأَلَةُ الثَّانِيَةُ قَوْله تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=1تُجَادِلُك فِي زَوْجِهَا } : وَكَذَلِكَ تَقَدَّمَ بَيَانُ الْمُجَادِلَةِ وَحَقِيقَتُهَا وَجَوَازُهَا فِي طَلَبِ قَصْدِ الْحَقِّ وَإِظْهَارِهِ ، وَأَمْرِ اللَّهِ بِهَا ، وَنَسْخِهِ وَتَخْصِيصِهِ لَهَا وَتَعْمِيمِهِ . الْمَسْأَلَةُ الثَّالِثَةُ : فِي
nindex.php?page=treesubj&link=29029تَعْيِينِ هَذِهِ الْمُجَادِلَةِ : وَفِيهِ رِوَايَاتٌ كَثِيرَةٌ : قِيلَ هِيَ
خَوْلَةُ امْرَأَةُ
أَوْسِ بْنِ الصَّامِتِ . وَقِيلَ هِيَ
خَوْلَةُ بِنْتُ دُلَيْجٍ . وَقِيلَ :
بِنْتُ الصَّامِتِ . وَأُمُّهَا
مُعَاذَةُ ; كَانَتْ أَمَةً
لِابْنِ أُبَيٍّ . وَفِيهَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=33وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ } الْآيَةَ .
وَقِيلَ :
خَوْلَةُ بِنْتُ ثَعْلَبَةَ ، وَهِيَ أَشْبَهُهَا ; لِمَا رُوِيَ أَنَّ
خَوْلَةَ بِنْتَ ثَعْلَبَةَ جَاءَتْ إلَى
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ [ ص: 155 ] وَهِيَ عَجُوزَةٌ كَبِيرَةٌ ، وَالنَّاسُ مَعَهُ ، وَهُوَ عَلَى حِمَارٍ قَالَ : فَجَنَحَ إلَيْهَا ، وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى مَنْكِبِهَا ، وَتَنَحَّى النَّاسُ عَنْهَا ، فَنَاجَاهَا طَوِيلًا ، ثُمَّ انْطَلَقَتْ فَقَالُوا : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، حَبَسْت رِجَالَاتِ
قُرَيْشٍ عَلَى هَذِهِ الْعَجُوزِ . قَالَ : أَتَدْرُونَ مَنْ هِيَ ؟ هَذِهِ
خَوْلَةُ بِنْتُ ثَعْلَبَةَ ، سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَهَا مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَوَاتٍ ; فَوَاَللَّهِ لَوْ قَامَتْ هَكَذَا إلَى اللَّيْلِ لَقُمْت مَعَهَا إلَى أَنْ تَحْضُرَ صَلَاةٌ ، وَأَنْطَلِقَ لِأُصَلِّيَ ثُمَّ أَرْجِعَ إلَيْهَا .
وَقَالَتْ
nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةُ : تَبَارَكَ الَّذِي وَسِعَ سَمْعُهُ كُلَّ شَيْءٍ ، إنِّي لَأَسْمَعُ كَلَامَ
خَوْلَةَ بِنْتِ ثَعْلَبَةَ ، وَيَخْفَى عَلَيَّ بَعْضُهُ ، وَهِيَ تَقُولُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ .
وَفِي تَرَاجِمِ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيِّ ، وَعَنْ
تَمِيمِ بْنِ سَلَمَةَ ، وَعَنْ
عُرْوَةَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةَ ; {
nindex.php?page=hadith&LINKID=26747قُلْت : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَسِعَ سَمْعُهُ الْأَصْوَاتَ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : { nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=1قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُك } } .
وَنَصُّهُ عَلَى الِاخْتِصَارِ مَا رُوِيَ أَنَّهُ {
nindex.php?page=hadith&LINKID=33265لَمَّا ظَاهَرَ أَوْسُ بْنُ الصَّامِتِ مِنْ امْرَأَتِهِ خَوْلَةَ بِنْتِ ثَعْلَبَةَ قَالَتْ لَهُ : وَاَللَّهِ مَا أَرَاك إلَّا قَدْ أَثِمْت فِي شَأْنِي ، لَبِسْت جِدَّتِي ، وَأَفْنَيْت شَبَابِي ، وَأَكَلْت مَالِي ، حَتَّى إذَا كَبِرَتْ سِنِّي ، وَرَقَّ عَظْمِي ، وَاحْتَجْت إلَيْك فَارَقْتنِي . قَالَ : مَا أَكْرَهَنِي لِذَلِكَ ، اذْهَبِي إلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَانْظُرِي هَلْ تَجِدِينَ عِنْدَهُ شَيْئًا فِي أَمْرِك ؟ فَأَتَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لَهُ ، فَلَمْ تَبْرَحْ حَتَّى نَزَلَ الْقُرْآنُ : { nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=1قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُك فِي زَوْجِهَا } فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَعْتِقْ رَقَبَةً . قَالَ : لَا أَجِدُ ذَلِكَ . قَالَ : صُمْ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ . قَالَ : لَا أَسْتَطِيعُ ذَلِكَ ; أَنَا شَيْخٌ كَبِيرٌ . قَالَ : أَطْعِمْ سِتِّينَ مِسْكِينًا . قَالَ : لَا أَجِدُ . فَأَعْطَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَعِيرًا ، وَقَالَ : خُذْ هَذَا فَأَطْعِمْهُ } .
وَرُوِيَ أَيْضًا {
nindex.php?page=hadith&LINKID=6438أَنَّ سَعِيدًا أَتَى أَبَا سَلَمَةَ بْنَ صَخْرٍ أَحَدَ بَنِي بَيَاضَةَ ، كَانَ رَجُلًا ميطا فَلَمَّا جَاءَ شَهْرُ رَمَضَانَ جَعَلَ امْرَأَتَهُ عَلَيْهِ كَأُمِّهِ ، فَرَآهَا ذَاتَ لَيْلَةٍ فِي بِرِيقِ الْقَمَرِ ، وَرَأَى بَرِيقَ خَلْخَالِهَا وَسَاقِهَا فَأَعْجَبَتْهُ فَأَتَاهَا ، وَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَصَّ عَلَيْهِ الْقِصَّةَ [ ص: 156 ] فَقَالَ لَهُ : أَتَيْت بِهَذَا يَا nindex.php?page=showalam&ids=233أَبَا سَلَمَةَ ثَلَاثًا ؟ فَأَمَرَ النَّبِيُّ أَنْ يُعْتِقَ رَقَبَةً . قَالَ : مَا أَمْلِكُ غَيْرَ رَقَبَتِي هَذِهِ . فَأَمَرَهُ بِالْإِطْعَامِ . قَالَ : إنَّمَا هِيَ وَجْبَةٌ . قَالَ : صُمْ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ . قَالَ : مَا مِنْ عَمَلٍ يَعْمَلُهُ النَّاسُ أَشَدُّ عَلَيَّ مِنْ الصِّيَامِ . قَالَ : فَأَتَى النَّاسُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقِنَاعٍ فِيهِ تَمْرٌ . فَقَالَ لَهُ : خُذْ هَذَا ، فَتَصَدَّقْ بِهِ وَأَطْعِمْهُ عِيَالَك } .
[ وَقِيلَ هَذَا
صَخْرُ بْنُ ] سَلَمَةَ بْنُ صَخْرِ بْنُ سُلَيْمَانَ الَّذِي أَعْطَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمِجَنَّ يَوْمَ
أُحُدٍ . وَقَالَ : وَجْهِي أَحَقُّ بِالْكَلْمِ مِنْ وَجْهِك ، وَارْتُثَّ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْ الْقَتْلَى ، وَبِهِ رَمَقٌ ، وَقَدْ كُلِمَ كُلُومًا كَثِيرَةً ، فَمَسَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلُومَهُ ، وَاسْتَشْفَى لَهُ فَبَرِئَ ، وَفِيهِ نَزَلَتْ آيَةُ الظِّهَارِ .