المسألة الثانية روى عن ابن وهب : مالك القدرية وعادهم في الله لقول الآية : { لا تجالس لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله } .
قال القاضي : قد بينا فيما سلف من كلامنا في هذه الأحكام بدائع استنباط من كتاب الله تعالى ، وقد كان حفيا بأهل التوحيد غريا بالمبتدعة يأخذ عليهم جانب الحجة من القرآن ، ومن أجله أخذه لهم من هذه الآية ; فإن مالك القدرية تدعي أنها تخلق كما يخلق الله ، وأنها تأتي بما يكره الله ولا يريده ، ولا يقدر على رد ذلك .
وقد روي أن مجوسيا ناظر قدريا ، فقال القدري للمجوسي : مالك لا تؤمن ؟ فقال له المجوسي : لو شاء الله لآمنت . قال له القدري : قد شاء الله ، ولكن الشيطان يصدك . قال له المجوسي : فدعني مع أقواهما .