المسألة الخامسة تأسفت اليهود على النخل المقطوعة ، وقالوا : ينهى محمد عن الفساد ويفعله ، وروي أنه كان بعض الناس يقطع ، وبعضهم لا يقطع ، فصوب الله الفريقين ، وخلص الطائفتين فظن عند ذلك بعض الناس أن كل مجتهد مصيب يخرج من ذلك وهذا باطل ; لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان معهم ، ولا اجتهاد مع حضور رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما يدل على أخذا بعموم الإذاية للكفار ، ودخولا في الإذن للكل بما يقضي عليهم بالاجتياح والبوار ، وذلك قوله : { اجتهاد النبي صلى الله عليه وسلم فيما لم ينزل عليه وليخزي الفاسقين } .