[ ص: 312 ] سورة النبأ [ فيها آيتان ]
الآية الأولى قوله سبحانه وتعالى : { وجعلنا الليل لباسا } امتن الله تعالى على الخلق بأن جعل الليل غيبا يغطي بسواده كما يغطي الثوب لابسه ، ويستر كل شيء كما يستره الحجاب .
قاله أبو جعفر ; فظن بعض الغافلين أن الرجل إذا صلى عريانا ليلا في بيت مظلم أن صلاته صحيحة ; لأن الظلام يستر عورته ; وهذا باطل قطعا ; فإن الناس بين قائلين : منهم من يقول إن ستر العورة فرض إسلامي لا يختص وجوبه بالصلاة .
ومنهم من قال : إنه شرط من شروط الصلاة ، وكلاهما اتفقا على أن كما هو في النور ، إثباتا بإثبات ، ونفيا بنفي ، ولم يقل أحد إنه يجب في النور ويسقط في الظلمة اجتزاء بسترها عن ستر ثوب يلبسه المصلي فلا وجه لهذا بحال عند أحد من المسلمين . ستر العورة للصلاة في الظلمة