الآية الثانية قوله تعالى : { الذين هم يراءون ويمنعون الماعون } . [ ص: 392 ]
قال : قال ابن وهب : هم مالك ; يري المنافق الناس أنه يصلي طاعة وهو يصلي تقية ، والفاسق أنه يصلي عبادة وهو يصلي ليقال إنه يصلي . المنافقون الذين يراءون بصلاتهم
وحقيقة الرياء طلب ما في الدنيا بالعبادات ، وأصله طلب المنزلة في قلوب الناس ; فأولها تحسين السمت ; وهو من أجزاء النبوة ، ويريد بذلك الجاه والثناء . ثانيهما الرياء بالثياب القصار والخشنة ، ليأخذ بذلك هيئة الزهد في الدنيا . ثالثهما الرياء بالقول بإظهار التسخط على أهل الدنيا ، وإظهار الوعظ والتأسف على ما يفوت من الخير والطاعة . رابعهما الرياء بإظهار الصلاة والصدقة ، أو بتحسين الصلاة لأجل رؤية الناس ، وذلك يطول ; وهذا دليله .