[ ص: 31 ] المسألة الثامنة عشرة : قوله تعالى : وأن تستقسموا بالأزلام } معناه : تطلبوا ما قسم لكم ، وجعله من حظوظكم وآمالكم ومنافعكم ، وهو محرم فسق ممن فعله فإنه تعرض لعلم الغيب ، ولا يجوز لأحد من خلق الله أن يتعرض للغيب ولا يطلبه ; فإن الله سبحانه قد رفعه بعد نبيه إلا في الرؤيا . {
فإن قيل : فهل يجوز طلب ذلك في المصحف . قلنا : لا يجوز فإنه لم يكن المصحف ليعلم به الغيب ; إنما بينت آياته ، ورسمت كلماته ليمنع عن الغيب ; فلا تشتغلوا به ، ولا يتعرض أحدكم له . المسألة التاسعة عشرة : فإن قيل : فالفأل والزجر كيف حالهما عندك ؟ قلنا : أما الفأل فمستحسن باتفاق .
وأما الزجر فمختلف فيه ; والفرق بينهما أن . وإنما نهى الشارع عن الزجر لئلا تمرض به النفس ويدخل على القلب منه الهم ، وإلا فقد ورد ذلك [ في الشرع ] عن النبي صلى الله عليه وسلم في الأسماء والأفعال . الفأل فيما يحسن ، والزجر فيما يكره
وقد بينا ذلك في شرح الحديث حيث ورد ذكره فيه . المسألة الموفية عشرين : الأزلام . كانت قداحا لقوم وحجارة لآخرين ، وقراطيس لأناس ، يكون أحدها غفلا ، وفي الثاني " افعل " أو ما في معناه ، وفي الثالث " لا تفعل " أو ما في معناه ، ثم يخلطها في جعبة أو تحته ثم يخرجها مخلوطة مجهولة ، فإن خرج الغفل أعاد الضرب حتى يخرج له " افعل " أو " لا تفعل " وذلك بحضرة أصنامهم ; فيمتثلون ما يخرج لهم ، ويعتقدون أن ذلك هداية من الصنم لمطلبهم .
وكذا روى ابن القاسم عن كما سردناه لكم . مالك