المسألة الثانية : أو فساد في الأرض } اختلف فيه ، فقيل : هو الكفر . وقيل : هو إخافة السبيل . وقيل غير ذلك مما يأتي بيانه إن شاء الله تعالى . وأصل " فسد " في لسان قوله تعالى : { العرب تعذر المقصود وزوال المنفعة ; فإن كان فيه ضرر كان أبلغ ، والمعنى ثابت بدونه قال الله سبحانه : { لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا } أي لعدمتا ، وذهب المقصود . وقال الله سبحانه : { والله لا يحب الفساد } وهو الشرك أو الإذاية للخلق ، والإذاية أعظم من سد السبيل ، ومنع الطريق . ويشبه أن يكون الفساد المطلق ما يزيف مقصود المفسد ، أو يضره ، أو ما يتعلق بغيره . [ ص: 90 ] والفساد في الأرض هو الإذاية للغير . والإذاية للغير على قسمين : خاص ، وعام ; ولكل نوع منها جزاؤه الواقع وحده الرادع ، حسبما عينه الشرع ، وإن كان على العموم فجزاؤه ما في الآية بعد هذه من القتل والصلب .