الآية التاسعة عشرة قوله تعالى : { قل يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل } . فيها مسألتان : المسألة
الأولى : نهى الله سبحانه أهل الكتاب عن ; فغلوهم في التوحيد نسبتهم له الولد سبحانه ، وغلوهم في العمل ما ابتدعوه من الرهبانية في التحليل والتحريم والعبادة والتكليف . وقال صلى الله عليه وسلم : { الغلو في الدين من طريقيه : في التوحيد ، وفي العمل } . وهذا صحيح لا كلام فيه لتركبن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع ، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه
، وقد ثبت في الصحاح { الحولاء بنت تويت لا تنام الليل كله . فكره ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى عرفت الكراهية في وجهه ، وقال : إن الله لا يمل حتى تملوا ، اكلفوا من العمل ما تطيقون } . [ ص: 142 ] وروي فيه أيضا أنه قال : { أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع امرأة من الليل تصلي ، فقال : من هذه ؟ قيل : إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق فإن المنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى } .