المسألة الخامسة : حقيقة الاستواء    : الاستمرار في جهة واحدة ، ومثله الاستقامة ، وضده الاعوجاج ، وذلك يتصرف إلى أربعة أوجه : 
الأول : الاستواء في المقدار ، ولا يتساوى الخبيث والطيب مقدارا في الدنيا ; لأن الخبيث أوزن دنيا والطيب أوزن أخرى . 
الثاني : الاستواء في المكان ، ولا يستويان أيضا فيه ; لأن الخبيث في النار والطيب في الجنة . 
الثالث : الاستواء في الذهاب ، ولا يتساويان أيضا فيه ; لأن الخبيث يأخذ جهة الشمال والطيب يأخذ في جهة اليمين . 
الرابع : الاستواء في الإنفاق ، ولا يستويان أيضا فيه ; لأن منفق الخبيث يعود عليه الخسران في الدارين ، ومنفق الطيب يربح في الدارين . أما خسران الأول فنقص ماله  [ ص: 213 ] في الدنيا ، ونقص ماله في الآخرة ; وربح منفق الطيب في الدنيا حسن النية وصدق الرجاء في العوض ، وربحه في الآخرة ثقل الميزان . 
 
				
 
						 
						

 
					 
					