القول في تأويل قوله عز ذكره (
nindex.php?page=treesubj&link=28976_19228_32421nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=41يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم )
قال
أبو جعفر : اختلف أهل التأويل فيمن عني بهذه الآية .
فقال بعضهم : نزلت في
أبي لبابة بن عبد المنذر ، بقوله
لبني قريظة حين حاصرهم النبي صلى الله عليه وسلم : "إنما هو الذبح ، فلا تنزلوا على حكم سعد " .
[ ص: 302 ] ذكر من قال ذلك :
11918 - حدثني
محمد بن الحسين قال ، حدثنا
أحمد بن مفضل قال ، حدثنا
أسباط ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : "
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=41لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم " ، قال : نزلت في رجل من الأنصار زعموا أنه أبو لبابة أشارت إليه بنو قريظة يوم الحصار ، ما الأمر؟ وعلام ننزل ؟ فأشار إليهم أنه الذبح .
وقال آخرون : بل نزلت في رجل من
اليهود سأل رجلا من المسلمين يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حكمه في قتيل قتله .
ذكر من قال ذلك :
11919 - حدثنا
ابن وكيع قال : حدثنا
محمد بن بشر ، عن
زكريا ، عن
عامر : "
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=41لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر " ، قال : كان رجل من
اليهود قتله رجل من أهل دينه ، فقال القاتل لحلفائهم من المسلمين : سلوا لي
محمدا صلى الله عليه وسلم ، فإن بعث بالدية اختصمنا إليه ، وإن كان يأمرنا بالقتل لم نأته . 11920 - حدثنا
المثنى قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16715عمرو بن عون قال : أخبرنا
هشيم ، عن
زكريا ، عن
عامر ، نحوه .
[ ص: 303 ]
وقال آخرون : بل نزلت في
عبد الله بن صوريا ، وذلك أنه ارتد بعد إسلامه .
ذكر من قال ذلك :
11921 - حدثنا
هناد وأبو كريب قالا : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17416يونس بن بكير ، عن
ابن إسحاق قال : حدثني
الزهري قال : سمعت رجلا من
مزينة يحدث ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب :
nindex.php?page=hadith&LINKID=812127أن nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة حدثهم : أن أحبار يهود اجتمعوا في بيت المدراس حين قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ، وقد زنى رجل منهم بعد إحصانه بامرأة من يهود قد أحصنت ، فقالوا ، انطلقوا بهذا الرجل وبهذه المرأة إلى محمد صلى الله عليه وسلم فاسألوه كيف الحكم فيهما ، وولوه الحكم عليهما ، فإن عمل فيهما بعملكم من التجبيه وهو الجلد بحبل من ليف مطلي بقار ، ثم تسود وجوههما ، ثم يحملان على حمارين ، وتحول وجوههما من قبل دبر الحمار فاتبعوه ، فإنما هو ملك . وإن هو حكم فيهما بالرجم ، فاحذروه على ما في أيديكم أن يسلبكموه . فأتوه فقالوا : يا محمد ، هذا الرجل قد زنى بعد إحصانه بامرأة قد أحصنت ، فاحكم فيهما ، فقد وليناك الحكم فيهما . فمشى رسول الله صلى الله عليه [ ص: 304 ] وسلم حتى أتى أحبارهم إلى بيت المدراس ، فقال : " يا معشر اليهود ، أخرجوا إلي أعلمكم ! " فأخرجوا إليه عبد الله بن صوريا الأعور وقد روى بعض بني قريظة ، أنهم أخرجوا إليه يومئذ مع ابن صوريا ، أبا ياسر بن أخطب ، ووهب بن يهوذا ، فقالوا : هؤلاء علماؤنا ! فسألهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى حصل أمرهم ، إلى أن قالوا لابن صوريا : هذا أعلم من بقي بالتوراة فخلا به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان غلاما شابا من أحدثهم سنا ، فألظ به رسول الله صلى الله عليه وسلم المسألة ، يقول : يا ابن صوريا ، أنشدك الله وأذكرك أياديه عند بني إسرائيل ، هل تعلم أن الله حكم فيمن زنى بعد إحصانه بالرجم في التوراة؟ فقال : اللهم نعم! أما والله يا أبا القاسم إنهم ليعلمون أنك نبي مرسل ، ولكنهم يحسدونك! فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأمر بهما فرجما عند باب مسجده ، في بني غنم بن مالك بن النجار . ثم كفر بعد ذلك ابن صوريا ، فأنزل الله جل وعز : " nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=41يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم " .
11922 - حدثنا
ابن وكيع قال : حدثنا أبي ، ح ، وحدثنا
هناد قال : حدثنا أبو
معاوية ، عن
الأعمش ح ، وحدثنا
هناد قال : حدثنا
عبيدة بن حميد عن
الأعمش ، عن
عبد الله بن مرة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=48البراء بن عازب قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=810454مر النبي صلى الله عليه وسلم بيهودي محمم مجلود ، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم رجلا من علمائهم [ ص: 305 ] فقال : أهكذا تجدون حد الزاني فيكم؟ قال : نعم ! قال : فأنشدك بالذي أنزل التوراة على موسى ، أهكذا تجدون حد الزنى فيكم؟ قال : لا ، ولولا أنك نشدتني بهذا لم أحدثك ، ولكن الرجم ، ولكن كثر الزنا في أشرافنا ، فكنا إذا أخذنا الشريف تركناه ، وإذا أخذنا الضعيف أقمنا عليه الحد ، فقلنا : " تعالوا نجتمع فنضع شيئا مكان الرجم ، فيكون على الشريف والوضيع " ، فوضعنا التحميم والجلد مكان الرجم ! فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أنا أول من أحيي أمرك إذ أماتوه ! فأمر به فرجم ، فأنزل الله : " لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر " الآية .
11923 - حدثني
المثنى قال : حدثنا
سويد بن نصر قال : أخبرنا
ابن المبارك ، عن
معمر ، عن
الزهري قال : كنت جالسا عند
nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب ، وعند
سعيد رجل يوقره ، فإذا هو رجل من
مزينة كان أبوه شهد
الحديبية ، وكان من أصحاب
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : قال
nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة : كنت جالسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
11924 - ح ، وحدثني
المثنى قال : حدثنا
أبو صالح كاتب
الليث قال : حدثني
الليث قال : حدثني
عقيل ، عن
ابن شهاب قال : أخبرني رجل من
مزينة [ ص: 306 ] ممن يتبع العلم ويعيه ، حدث عن
nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب ، nindex.php?page=hadith&LINKID=811450أن nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة قال : بينا نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل من اليهود ، وكانوا قد تشاوروا في صاحب لهم زنى بعد ما أحصن ، فقال بعضهم لبعض : إن هذا النبي قد بعث ، وقد علمتم أن قد فرض عليكم الرجم في التوراة فكتمتموه ، واصطلحتم بينكم على عقوبة دونه ، فانطلقوا نسأل هذا النبي ، فإن أفتانا بما فرض علينا في التوراة من الرجم ، تركنا ذلك ، فقد تركنا ذلك في التوراة ، فهي أحق أن تطاع وتصدق ! فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا أبا القاسم إنه زنى صاحب لنا قد أحصن ، فما ترى عليه من العقوبة؟ قال nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة : فلم يرجع إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قام وقمنا معه ، فانطلق يؤم مدراس اليهود حتى أتاهم فوجدهم يتدارسون التوراة في بيت المدراس ، فقال لهم : يا معشر اليهود ، أنشدكم بالله الذي أنزل التوراة على موسى ، ماذا تجدون في التوراة من العقوبة على من زنى وقد أحصن ؟ قالوا : إنا نجده يحمم ويجلد! وسكت حبرهم في جانب البيت ، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم صمته ، ألظ ينشده ، فقال حبرهم : اللهم إذ نشدتنا فإنا نجد عليهم الرجم ! فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : فماذا كان أول ما ترخصتم به أمر الله"؟ قال : زنى ابن عم ملك فلم يرجمه ، ثم زنى رجل آخر في أسرة من الناس ، فأراد ذلك الملك رجمه ، فقام دونه قومه فقالوا : والله لا ترجمه حتى ترجم فلانا ابن عم الملك! فاصطلحوا بينهم عقوبة دون الرجم وتركوا الرجم . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فإني أقضي بما في التوراة! فأنزل الله في ذلك : " nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=41يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر " إلى قوله : " nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=44ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون " . [ ص: 307 ]
وقال آخرون : بل عني بذلك المنافقون .
ذكر من قال ذلك :
11925 - حدثنا
القاسم قال : حدثنا
الحسين قال : حدثني
حجاج ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، عن
عبد الله بن كثير في قوله : "
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=41يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم " ، قال : هم المنافقون .
11926 - حدثني
محمد بن عمرو قال : حدثنا
أبو عاصم قال : حدثنا
عيسى ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد : "
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=41آمنا بأفواههم " قال يقول : هم المنافقون "
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=41سماعون لقوم آخرين " ، قال : هم أيضا سماعون لليهود .
[ ص: 308 ]
قال
أبو جعفر : وأولى هذه الأقوال في ذلك عندي بالصواب ، أن يقال : عني بقوله : "
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=41لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم " ، قوم من المنافقين . وجائز أن يكون كان ممن دخل في هذه الآية
ابن صوريا ، وجائز أن يكون
أبو لبابة وجائز أن يكون غيرهما ، غير أن أثبت شيء روي في ذلك ، ما ذكرناه من الرواية قبل عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة nindex.php?page=showalam&ids=48والبراء بن عازب ، لأن ذلك عن رجلين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم . وإذا كان ذلك كذلك ، كان الصحيح من القول فيه أن يقال : عني به
عبد الله بن صوريا .
وإذا صح ذلك ، كان تأويل الآية : يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في جحود نبوتك ، والتكذيب بأنك لي نبي ، من الذين قالوا : "صدقنا بك يا
محمد أنك لله رسول مبعوث ، وعلمنا بذلك يقينا ، بوجودنا صفتك في كتابنا" .
وذلك أن في حديث
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة الذي رواه
ابن إسحاق عن
الزهري : أن
ابن صوريا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : " أما والله يا أبا القاسم ، إنهم ليعلمون أنك نبي مرسل ، ولكنهم يحسدونك" . فذلك كان على هذا الخبر من
ابن صوريا إيمانا برسول الله صلى الله عليه وسلم بفيه ، ولم يكن مصدقا لذلك بقلبه . فقال الله جل وعز لنبيه
محمد صلى الله عليه وسلم ، مطلعه على ضمير
ابن صوريا وأنه لم يؤمن بقلبه ، يقول : ولم يصدق قلبه بأنك لله رسول مرسل .
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ عَزَّ ذِكْرُهُ (
nindex.php?page=treesubj&link=28976_19228_32421nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=41يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ )
قَالَ
أَبُو جَعْفَرٍ : اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِيمَنْ عُنِيَ بِهَذِهِ الْآيَةِ .
فَقَالَ بَعْضُهُمْ : نَزَلَتْ فِي
أَبِي لُبَابَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ ، بِقَوْلِهِ
لِبَنِي قُرَيْظَةَ حِينَ حَاصَرَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "إِنَّمَا هُوَ الذَّبْحُ ، فَلَا تَنْزِلُوا عَلَى حُكْمِ سَعْدٍ " .
[ ص: 302 ] ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
11918 - حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ ، حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ قَالَ ، حَدَّثَنَا
أَسْبَاطٌ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ : "
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=41لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ " ، قَالَ : نَزَلَتْ فِي رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ زَعَمُوا أَنَّهُ أَبُو لُبَابَةَ أَشَارَتْ إِلَيْهِ بَنُو قُرَيْظَةَ يَوْمَ الْحِصَارِ ، مَا الْأَمْرُ؟ وَعَلَامَ نَنْزِلُ ؟ فَأَشَارَ إِلَيْهِمْ أَنَّهُ الذَّبْحُ .
وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ نَزَلَتْ فِي رَجُلٍ مِنَ
الْيَهُودِ سَأَلَ رَجُلًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَسْأَلُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ حُكْمِهِ فِي قَتِيلٍ قَتَلَهُ .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
11919 - حَدَّثَنَا
ابْنُ وَكِيعٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ ، عَنْ
زَكَرِيَّا ، عَنْ
عَامِرٍ : "
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=41لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ " ، قَالَ : كَانَ رَجُلٌ مِنَ
الْيَهُودِ قَتَلَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ دِينِهِ ، فَقَالَ الْقَاتِلُ لِحُلَفَائِهِمْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ : سَلُوا لِي
مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَإِنْ بُعِثَ بِالدِّيَةِ اخْتَصَمْنَا إِلَيْهِ ، وَإِنْ كَانَ يَأْمُرُنَا بِالْقَتْلِ لَمْ نَأْتِهِ . 11920 - حَدَّثَنَا
الْمُثَنَّى قَالَ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16715عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا
هُشَيْمٌ ، عَنْ
زَكَرِيَّا ، عَنْ
عَامِرٍ ، نَحْوَهُ .
[ ص: 303 ]
وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ نَزَلَتْ فِي
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صُورِيَا ، وَذَلِكَ أَنَّهُ ارْتَدَّ بَعْدَ إِسْلَامِهِ .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
11921 - حَدَّثَنَا
هَنَّادٌ وَأَبُو كُرَيْبٍ قَالَا : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=17416يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ ، عَنِ
ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ : حَدَّثَنِي
الزُّهْرِيُّ قَالَ : سَمِعْتُ رَجُلًا مِنْ
مُزَيْنَةَ يُحَدِّثُ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15990سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=812127أَنَّ nindex.php?page=showalam&ids=3أَبَا هُرَيْرَةَ حَدَّثَهُمْ : أَنَّ أَحْبَارَ يَهُودَ اجْتَمَعُوا فِي بَيْتِ الْمِدْرَاسِ حِينَ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ ، وَقَدْ زَنَى رَجُلٌ مِنْهُمْ بَعْدَ إِحْصَانِهِ بِامْرَأَةٍ مِنْ يَهُودَ قَدْ أُحْصِنَتْ ، فَقَالُوا ، انْطَلِقُوا بِهَذَا الرَّجُلِ وَبِهَذِهِ الْمَرْأَةِ إِلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْأَلُوهُ كَيْفَ الْحُكْمُ فِيهِمَا ، وَوَلُّوهُ الْحُكْمَ عَلَيْهِمَا ، فَإِنْ عَمِلَ فِيهِمَا بِعَمَلِكُمْ مِنَ التَّجْبِيهِ وَهُوَ الْجَلْدُ بِحَبْلٍ مِنْ لِيفٍ مَطْلِيٍّ بِقَارٍ ، ثُمَّ تُسَوَّدُ وُجُوهُهُمَا ، ثُمَّ يُحْمَلَانِ عَلَى حِمَارَيْنِ ، وَتُحَوَّلُ وُجُوهُهُمَا مِنْ قِبَلِ دُبُرِ الْحِمَارِ فَاتَّبِعُوهُ ، فَإِنَّمَا هُوَ مَلِكٌ . وَإِنْ هُوَ حَكَمَ فِيهِمَا بِالرَّجْمِ ، فَاحْذَرُوهُ عَلَى مَا فِي أَيْدِيكُمْ أَنْ يَسْلُبَكُمُوهُ . فَأَتَوْهُ فَقَالُوا : يَا مُحَمَّدُ ، هَذَا الرَّجُلُ قَدْ زَنَى بَعْدَ إِحْصَانِهِ بِامْرَأَةٍ قَدْ أُحْصِنَتْ ، فَاحْكُمْ فِيهِمَا ، فَقَدْ وَلَّيْنَاكَ الْحُكْمَ فِيهِمَا . فَمَشَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ [ ص: 304 ] وَسُلَّمَ حَتَّى أَتَى أَحْبَارَهُمْ إِلَى بَيْتِ الْمِدْرَاسِ ، فَقَالَ : " يَا مَعْشَرَ الْيَهُودِ ، أَخْرِجُوا إِلَيَّ أَعْلَمَكُمْ ! " فَأَخْرَجُوا إِلَيْهِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ صُورِيَا الْأَعْوَرَ وَقَدْ رَوَى بَعْضُ بَنِي قُرَيْظَةَ ، أَنَّهُمْ أَخْرَجُوا إِلَيْهِ يَوْمَئِذٍ مَعَ ابْنِ صُورِيَا ، أَبَا يَاسِرِ بْنَ أَخْطَبَ ، وَوَهْبَ بْنَ يَهُوذَا ، فَقَالُوا : هَؤُلَاءِ عُلَمَاؤُنَا ! فَسَأَلَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى حَصَّلَ أَمْرَهُمْ ، إِلَى أَنْ قَالُوا لِابْنِ صُورِيَا : هَذَا أَعْلَمُ مَنْ بَقِيَ بِالتَّوْرَاةِ فَخَلَا بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَكَانَ غُلَامًا شَابًّا مِنْ أَحْدَثِهِمْ سِنًّا ، فَأَلَظَّ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَسْأَلَةَ ، يَقُولُ : يَا ابْنَ صُورِيَا ، أَنْشُدُكَ اللَّهَ وَأُذَكِّرُكَ أَيَادِيَهُ عِنْدَ بَنِي إِسْرَائِيلَ ، هَلْ تَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ حَكَمَ فِيمَنْ زَنَى بَعْدَ إِحْصَانِهِ بِالرَّجْمِ فِي التَّوْرَاةِ؟ فَقَالَ : اللَّهُمَّ نَعَمْ! أَمَا وَاللَّهِ يَا أَبَا الْقَاسِمِ إِنَّهُمْ لَيَعْلَمُونَ أَنَّكَ نَبِيٌّ مُرْسَلٌ ، وَلَكِنَّهُمْ يَحْسُدُونَكَ! فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَمَرَ بِهِمَا فَرُجِمَا عِنْدَ بَابِ مَسْجِدِهِ ، فِي بَنِي غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ . ثُمَّ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ ابْنُ صُورِيَا ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ جَلَّ وَعَزَّ : " nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=41يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ " .
11922 - حَدَّثَنَا
ابْنُ وَكِيعٍ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي ، ح ، وَحَدَّثَنَا
هَنَّادٌ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو
مُعَاوِيَةَ ، عَنِ
الْأَعْمَشِ ح ، وَحَدَّثَنَا
هَنَّادٌ قَالَ : حَدَّثَنَا
عَبِيْدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنِ
الْأَعْمَشِ ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=48الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=810454مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَهُودِيٍّ مُحَمَّمٍ مَجْلُودٍ ، فَدَعَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا مِنْ عُلَمَائِهِمْ [ ص: 305 ] فَقَالَ : أَهَكَذَا تَجِدُونَ حَدَّ الزَّانِي فِيكُمْ؟ قَالَ : نَعَمْ ! قَالَ : فَأَنْشُدُكَ بِالَّذِي أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ عَلَى مُوسَى ، أَهَكَذَا تَجِدُونَ حَدَّ الزِّنَى فِيكُمْ؟ قَالَ : لَا ، وَلَوْلَا أَنَّكَ نَشَدْتَنِي بِهَذَا لَمْ أُحَدِّثْكَ ، وَلَكِنِ الرَّجْمُ ، وَلَكِنْ كَثُرَ الزِّنَا فِي أَشْرَافِنَا ، فَكُنَّا إِذَا أَخَذْنَا الشَّرِيفَ تَرَكْنَاهُ ، وَإِذَا أَخَذْنَا الضَّعِيفَ أَقَمْنَا عَلَيْهِ الْحَدَّ ، فَقُلْنَا : " تَعَالَوْا نَجْتَمِعُ فَنَضَعُ شَيْئًا مَكَانَ الرَّجْمِ ، فَيَكُونُ عَلَى الشَّرِيفِ وَالْوَضِيعِ " ، فَوَضَعْنَا التَّحْمِيمَ وَالْجَلْدَ مَكَانَ الرَّجْمِ ! فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَنَا أَوَّلُ مَنْ أُحْيِي أَمْرَكَ إِذْ أَمَاتُوهُ ! فَأَمَرَ بِهِ فَرُجِمَ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ : " لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ " الْآيَةَ .
11923 - حَدَّثَنِي
الْمُثَنَّى قَالَ : حَدَّثَنَا
سُوَيْدُ بْنُ نَصْرٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا
ابْنُ الْمُبَارَكِ ، عَنْ
مَعْمَرٍ ، عَنِ
الزُّهْرِيِّ قَالَ : كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ
nindex.php?page=showalam&ids=15990سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، وَعِنْدَ
سَعِيدٍ رَجُلٌ يُوَقِّرُهُ ، فَإِذَا هُوَ رَجُلٌ مِنْ
مُزَيْنَةَ كَانَ أَبُوهُ شَهِدَ
الْحُدَيْبِيَةَ ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبُو هُرَيْرَةَ : كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
11924 - ح ، وَحَدَّثَنِي
الْمُثَنَّى قَالَ : حَدَّثَنَا
أَبُو صَالِحٍ كَاتِبُ
اللَّيْثِ قَالَ : حَدَّثَنِي
اللَّيْثُ قَالَ : حَدَّثَنِي
عُقَيْلٌ ، عَنِ
ابْنِ شِهَابٍ قَالَ : أَخْبَرَنِي رَجُلٌ مِنْ
مُزَيْنَةَ [ ص: 306 ] مِمَّنْ يَتَّبِعُ الْعِلْمَ وَيَعِيهِ ، حَدَّثَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15990سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، nindex.php?page=hadith&LINKID=811450أَنَّ nindex.php?page=showalam&ids=3أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ : بَيْنَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ ، وَكَانُوا قَدْ تَشَاوَرُوا فِي صَاحِبٍ لَهُمْ زَنَى بَعْدَ مَا أُحْصِنَ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : إِنَّ هَذَا النَّبِيَّ قَدْ بُعِثَ ، وَقَدْ عَلِمْتُمْ أَنْ قَدْ فُرِضَ عَلَيْكُمُ الرَّجْمُ فِي التَّوْرَاةِ فَكَتَمْتُمُوهُ ، وَاصْطَلَحْتُمْ بَيْنَكُمْ عَلَى عُقُوبَةٍ دُونَهُ ، فَانْطَلِقُوا نَسْأَلُ هَذَا النَّبِيَّ ، فَإِنْ أَفْتَانَا بِمَا فُرِضَ عَلَيْنَا فِي التَّوْرَاةِ مِنَ الرَّجْمِ ، تَرَكْنَا ذَلِكَ ، فَقَدْ تَرَكْنَا ذَلِكَ فِي التَّوْرَاةِ ، فَهِيَ أَحَقُّ أَنْ تُطَاعَ وَتُصَدَّقَ ! فَأَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا : يَا أَبَا الْقَاسِمِ إِنَّهُ زَنَى صَاحِبٌ لَنَا قَدْ أُحْصِنَ ، فَمَا تَرَى عَلَيْهِ مِنَ الْعُقُوبَةِ؟ قَالَ nindex.php?page=showalam&ids=3أَبُو هُرَيْرَةَ : فَلَمْ يَرْجِعْ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى قَامَ وَقُمْنَا مَعَهُ ، فَانْطَلَقَ يَؤُمُّ مِدْرَاسَ الْيَهُودِ حَتَّى أَتَاهُمْ فَوَجَدَهُمْ يَتَدَارَسُونَ التَّوْرَاةَ فِي بَيْتِ الْمِدْرَاسِ ، فَقَالَ لَهُمْ : يَا مَعْشَرَ الْيَهُودِ ، أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ عَلَى مُوسَى ، مَاذَا تَجِدُونَ فِي التَّوْرَاةِ مِنَ الْعُقُوبَةِ عَلَى مَنْ زَنَى وَقَدْ أُحْصِنَ ؟ قَالُوا : إِنَّا نَجِدُهُ يُحَمَّمُ وَيُجْلَدُ! وَسَكَتَ حَبْرُهُمْ فِي جَانِبِ الْبَيْتِ ، فَلَمَّا رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَمْتَهُ ، أَلَظَّ يَنْشُدُهُ ، فَقَالَ حَبْرُهُمْ : اللَّهُمَّ إِذْ نَشَدْتَنَا فَإِنَّا نَجِدُ عَلَيْهِمُ الرَّجْمَ ! فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فَمَاذَا كَانَ أَوَّلُ مَا تَرَخَّصْتُمْ بِهِ أَمْرَ اللَّهِ"؟ قَالَ : زَنَى ابْنُ عَمِّ مَلِكٍ فَلَمْ يَرْجُمْهُ ، ثُمَّ زَنَى رَجُلٌ آخَرُ فِي أُسْرَةٍ مِنَ النَّاسِ ، فَأَرَادَ ذَلِكَ الْمَلِكُ رَجْمَهُ ، فَقَامَ دُونَهُ قَوْمُهُ فَقَالُوا : وَاللَّهِ لَا تَرْجُمُهُ حَتَّى تَرْجُمَ فُلَانًا ابْنَ عَمِّ الْمَلِكِ! فَاصْطَلَحُوا بَيْنَهُمْ عُقُوبَةً دُونَ الرَّجْمِ وَتَرَكُوا الرَّجْمَ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فَإِنِّي أَقْضِي بِمَا فِي التَّوْرَاةِ! فَأْنَزَلَ اللَّهُ فِي ذَلِكَ : " nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=41يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ " إِلَى قَوْلِهِ : " nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=44وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ " . [ ص: 307 ]
وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ عُنِيَ بِذَلِكَ الْمُنَافِقُونَ .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
11925 - حَدَّثَنَا
الْقَاسِمُ قَالَ : حَدَّثَنَا
الْحُسَيْنُ قَالَ : حَدَّثَنِي
حَجَّاجٌ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَثِيرٍ فِي قَوْلِهِ : "
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=41يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ " ، قَالَ : هُمُ الْمُنَافِقُونَ .
11926 - حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ : حَدَّثَنَا
أَبُو عَاصِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
عِيسَى ، عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ : "
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=41آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ " قَالَ يَقُولُ : هُمُ الْمُنَافِقُونَ "
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=41سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ " ، قَالَ : هُمْ أَيْضًا سَمَّاعُونَ لِلْيَهُودِ .
[ ص: 308 ]
قَالَ
أَبُو جَعْفَرٍ : وَأَوْلَى هَذِهِ الْأَقْوَالِ فِي ذَلِكَ عِنْدِي بِالصَّوَابِ ، أَنْ يُقَالَ : عُنِيَ بِقَوْلِهِ : "
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=41لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ " ، قَوْمٌ مِنَ الْمُنَافِقِينَ . وَجَائِزٌ أَنْ يَكُونَ كَانَ مِمَّنْ دَخَلَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ
ابْنُ صُورِيَا ، وَجَائِزٌ أَنْ يَكُونَ
أَبُو لُبَابَةَ وَجَائِزٌ أَنْ يَكُونَ غَيْرُهُمَا ، غَيْرَ أَنَّ أَثْبَتَ شَيْءٍ رُوِيَ فِي ذَلِكَ ، مَا ذَكَرْنَاهُ مِنَ الرِّوَايَةِ قَبْلُ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ nindex.php?page=showalam&ids=48وَالْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ ، لِأَنَّ ذَلِكَ عَنْ رَجُلَيْنِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَإِذَا كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ ، كَانَ الصَّحِيحُ مِنَ الْقَوْلِ فِيهِ أَنْ يُقَالَ : عُنِيَ بِهِ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صُورِيَا .
وَإِذَا صَحَّ ذَلِكَ ، كَانَ تَأْوِيلُ الْآيَةِ : يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي جُحُودِ نُبُوَّتِكَ ، وَالتَّكْذِيبِ بِأَنَّكَ لِي نَبِيٌّ ، مِنَ الَّذِينَ قَالُوا : "صَدَّقْنَا بِكَ يَا
مُحَمَّدُ أَنَّكَ لِلَّهِ رَسُولٌ مَبْعُوثٌ ، وَعَلِمْنَا بِذَلِكَ يَقِينًا ، بِوُجُودِنَا صِفَتَكَ فِي كِتَابِنَا" .
وَذَلِكَ أَنَّ فِي حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ الَّذِي رَوَاهُ
ابْنُ إِسْحَاقَ عَنِ
الزُّهْرِيِّ : أَنَّ
ابْنَ صُورِيَا قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَمَا وَاللَّهِ يَا أَبَا الْقَاسِمِ ، إِنَّهُمْ لَيَعْلَمُونَ أَنَّكَ نَبِيٌّ مُرْسَلٌ ، وَلَكِنَّهُمْ يَحْسُدُونَكَ" . فَذَلِكَ كَانَ عَلَى هَذَا الْخَبَرِ مِنِ
ابْنِ صُورِيَا إِيمَانًا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِفِيهِ ، وَلَمْ يَكُنْ مُصَدِّقًا لِذَلِكَ بِقَلْبِهِ . فَقَالَ اللَّهُ جَلَّ وَعَزَّ لِنَبِيِّهِ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، مُطْلِعَهُ عَلَى ضَمِيرِ
ابْنِ صُورِيَا وَأَنَّهُ لَمْ يُؤْمِنْ بِقَلْبِهِ ، يَقُولُ : وَلَمْ يُصَدِّقْ قَلْبُهُ بِأَنَّكَ لِلَّهِ رَسُولٌ مُرْسَلٌ .