القول في تأويل قوله ( وذلك جزاء المحسنين فأثابهم الله بما قالوا جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ( 85 ) )
قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : فجزاهم الله بقولهم : " ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين وما لنا لا نؤمن بالله وما جاءنا من الحق ونطمع أن يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين "
"جنات تجري من تحتها الأنهار " ، يعني : بساتين تجري من تحت أشجارها الأنهار"خالدين فيها " ، يقول : دائما فيها مكثهم ، لا يخرجون منها ولا يحولون عنها
" وذلك جزاء المحسنين " ، يقول : وهذا الذي جزيت هؤلاء القائلين بما وصفت عنهم من قيلهم على ما قالوا ، من الجنات التي هم فيها خالدون ، جزاء كل محسن في قيله وفعله .
و"إحسان المحسن " في ذلك ، أن يوحد الله توحيدا خالصا محضا لا شرك فيه ، ويقر بأنبياء الله وما جاءت به من عند الله من الكتب ، ويؤدي فرائضه ، ويجتنب معاصيه . فذلك كمال إحسان المحسنين الذين قال الله تعالى ذكره : "جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها" .