اختلف أهل التأويل في صفة " المن " . فقال بعضهم بما : -
966 - حدثني به محمد بن عمرو قال ، حدثنا أبو عاصم قال ، حدثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قول الله عز وجل : ( وأنزلنا عليكم المن ) ، قال : المن صمغة .
967 - حدثنا المثنى قال ، حدثنا أبو حذيفة قال ، حدثنا شبل ، عن ابن [ ص: 92 ] أبي نجيح ، عن مجاهد مثله .
968 - حدثنا الحسن بن يحيى قال ، أخبرنا عبد الرزاق قال ، أخبرنا معمر ، عن قتادة في قوله : ( وأنزلنا عليكم المن والسلوى ) ، يقول : كان المن ينزل عليهم مثل الثلج .
وقال آخرون : هو شراب .
ذكر من قال ذلك :
969 - حدثني المثنى قال ، حدثنا إسحاق قال ، حدثنا ابن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن الربيع بن أنس قال : المن ، شراب كان ينزل عليهم مثل العسل ، فيمزجونه بالماء ، ثم يشربونه .
وقال آخرون : " المن " ، عسل .
ذكر من قال ذلك :
970 - حدثنا أخبرنا يونس بن عبد الأعلى ، ابن وهب قال ، قال ابن زيد : المن : عسل كان ينزل لهم من السماء .
971 - حدثنا أحمد بن إسحاق قال ، حدثنا أبو أحمد قال ، حدثنا إسرائيل ، عن جابر ، عن عامر قال : عسلكم هذا جزء من سبعين جزءا من المن .
وقال آخرون : " المن " الخبز الرقاق .
ذكر من قال ذلك :
972 - حدثني المثنى قال ، حدثنا إسحاق قال ، حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم قال ، حدثني عبد الصمد قال : سمعت وهبا - وسئل : ما المن ؟ قال : خبز الرقاق ، مثل الذرة ، ومثل النقي .
وقال آخرون : " المن " ، الزنجبيل . ذكر من قال ذلك :
[ ص: 93 ] 973 - حدثني موسى بن هارون قال ، حدثنا عمرو بن حماد قال ، حدثنا أسباط ، عن : المن كان يسقط على شجر الزنجبيل . السدي
وقال آخرون : " المن " ، هو الذي يسقط على الشجر الذي يأكله الناس .
ذكر من قال ذلك :
974 - حدثني القاسم قال ، حدثنا الحسين قال ، حدثتي حجاج ، عن قال ، قال ابن جريج ابن عباس : كان المن ينزل على شجرهم ، فيغدون عليه ، فيأكلون منه ما شاءوا .
975 - وحدثني المثنى قال ، حدثنا الحماني قال ، حدثنا شريك ، عن مجالد ، عن عامر في قوله : ( وأنزلنا عليكم المن ) ، قال : المن : الذي يقع على الشجر .
976 - حدثت عن المنجاب بن الحارث قال ، حدثنا بشر بن عمارة ، عن أبي روق ، عن الضحاك ، عن ابن عباس في قوله : ( المن ) ، قال : المن الذي يسقط من السماء على الشجر فتأكله الناس .
977 - حدثنا أحمد بن إسحاق قال ، حدثنا أبو أحمد الزبيري قال ، حدثنا شريك ، عن مجالد ، عن عامر قال : المن ، هذا الذي يقع على الشجر .
وقد قيل . إن " المن " ، هو الترنجبين .
وقال بعضهم : " المن " ، هو الذي يسقط على الثمام والعشر ، وهو حلو كالعسل ، وإياه عنى الأعشى - ميمون بن قيس - بقوله :
[ ص: 94 ]
لو أطعموا المن والسلوى مكانهم ما أبصر الناس طعما فيهم نجعا
وتظاهرت الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه صلى الله عليه وسلم قال :
978 - " الكمأة من المن ، وماؤها شفاء للعين " .
وقال بعضهم : " المن " ، شراب حلو كانوا يطبخونه فيشربونه .
وأما أمية بن أبي الصلت ، فإنه جعله في شعره عسلا فقال يصف أمرهم في التيه وما رزقوا فيه :
فرأى الله أنهم بمضيع لا بذي مزرع ولا معمورا
[ ص: 95 ] فنساها عليهم غاديات ومرى مزنهم خلايا وخورا
عسلا ناطفا وماء فراتا وحليبا ذا بهجة مثمورا
المثمور : الصافي من اللبن . فجعل المن الذي كان ينزل عليهم عسلا ناطفا ، والناطف : هو القاطر .