القول في تأويل قوله ( وهو الذي أنشأ جنات معروشات وغير معروشات )
قال أبو جعفر : وهذا إعلام من الله تعالى ذكره ما أنعم به عليهم من فضله ، وتنبيه منه لهم على موضع إحسانه ، وتعريف منه لهم ما أحل وحرم وقسم في أموالهم من الحقوق لمن قسم له فيها حقا .
يقول تعالى ذكره : وربكم ، أيها الناس ( أنشأ ) ، أي أحدث وابتدع خلقا ، لا [ ص: 156 ] الآلهة والأصنام ( جنات ) ، يعني : بساتين ( معروشات ) ، وهي ما عرش الناس من الكروم ( وغير معروشات ) ، غير مرفوعات مبنيات ، لا ينبته الناس ولا يرفعونه ، ولكن الله يرفعه وينبته وينميه ، كما : -
13955 - حدثني المثنى قال : حدثنا أبو صالح قال : حدثني معاوية ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس قوله : ( معروشات ) ، يقول : مسموكات .
13956 - وبه عن ابن عباس : ( وهو الذي أنشأ جنات معروشات وغير معروشات ) ، "فالمعروشات" ، ما عرش الناس " وغير معروشات " ، ما خرج في البر والجبال من الثمرات .
13957 - حدثني محمد بن الحسين قال : حدثنا أحمد بن المفضل قال : حدثنا أسباط ، عن : أما " جنات " : فالبساتين وأما " المعروشات " ، فما عرش كهيئة الكرم . السدي
13958 - حدثنا القاسم قال : حدثنا الحسين قال : حدثني حجاج ، عن ، عن ابن جريج ، عن عطاء الخراساني ابن عباس قوله : ( وهو الذي أنشأ جنات معروشات ) ، قال : ما يعرش من الكروم ( وغير معروشات ) ، قال : ما لا يعرش من الكرم .