[ ص: 238 ] القول في تأويل قوله ( وهدى ورحمة لعلهم بلقاء ربهم يؤمنون    ( 154 ) ) 
قال أبو جعفر   : يقول تعالى ذكره : آتينا موسى  الكتاب تماما وتفصيلا لكل شيء ( وهدى ) ، يعني بقوله " وهدى " ، تقويما لهم على الطريق المستقيم ، وبيانا لهم سبل الرشاد لئلا يضلوا ( ورحمة ) ، يقول : ورحمة منا بهم ورأفة ، لننجيهم من الضلالة وعمى الحيرة . 
وأما قوله : ( لعلهم بلقاء ربهم يؤمنون   ) ، فإنه يعني : إيتائي موسى  الكتاب تماما لكرامة الله موسى ،  على إحسان موسى  ، وتفصيلا لشرائع دينه ، وهدى لمن اتبعه ، ورحمة لمن كان منهم ضالا لينجيه الله به من الضلالة ، وليؤمن بلقاء ربه إذا سمع مواعظ الله التي وعظ بها خلقه فيه ، فيرتدع عما هو عليه مقيم من الكفر به ، وبلقائه بعد مماته ، فيطيع ربه ، ويصدق بما جاءه به نبيه موسى  صلى الله عليه وسلم . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					