قال أبو جعفر : وأما " الطور " فإنه الجبل في كلام العرب ، ومنه قول العجاج :
دانى جناحيه من الطور فمر تقضي البازي إذا البازي كسر
وقيل : إنه اسم جبل بعينه . وذكر أنه الجبل الذي ناجى الله عليه موسى . وقيل : إنه من الجبال ما أنبت دون ما لم ينبت .[ ص: 158 ] ذكر من قال : هو الجبل كائنا ما كان :
1116 - حدثني محمد بن عمرو قال ، حدثنا أبو عاصم ، عن عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قال : أمر موسى قومه أن يدخلوا الباب سجدا ويقولوا : " حطة " وطؤطئ لهم الباب ليسجدوا ، فلم يسجدوا ودخلوا على أدبارهم ، وقالوا حنطة . فنتق فوقهم الجبل - يقول : أخرج أصل الجبل من الأرض فرفعه فوقهم كالظلة و" الطور " ، بالسريانية ، الجبل تخويفا ، أو خوفا ، شك أبو عاصم ، فدخلوا سجدا على خوف ، وأعينهم إلى الجبل . هو الجبل الذي تجلى له ربه .
1117 - وحدثني المثنى قال ، حدثنا أبو حذيفة قال ، حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قال : رفع الجبل فوقهم كالسحابة ، فقيل لهم : لتؤمنن أو ليقعن عليكم . فآمنوا . والجبل بالسريانية : " الطور " .
1118 - حدثنا بشر بن معاذ قال ، حدثنا قال ، حدثنا يزيد بن زريع سعيد ، عن قتادة قوله : ( وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور ) قال : الطور الجبل ; كانوا بأصله ، فرفع عليهم فوق رؤوسهم ، فقال : لتأخذن أمري ، أو لأرمينكم به .
1119 - حدثنا الحسن بن يحيى قال ، أخبرنا عبد الرزاق قال ، أخبرنا معمر ، عن قتادة : ( ورفعنا فوقكم الطور ) ، قال : الطور الجبل . اقتلعه الله فرفعه فوقهم ، فقال : ( خذوا ما آتيناكم بقوة ) فأقروا بذلك .
1120 - وحدثني المثنى قال ، حدثنا آدم قال ، حدثنا أبو جعفر ، عن الربيع ، عن أبي العالية : ( ورفعنا فوقكم الطور ) قال : رفع فوقهم الجبل ، يخوفهم به . [ ص: 159 ] 1121 - حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا أبي ، عن النضر ، عن عكرمة قال : الطور الجبل .
1122 - وحدثنا موسى قال ، حدثنا عمرو بن حماد قال ، حدثنا أسباط ، عن : لما قال الله لهم : ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة . فأبوا أن يسجدوا ، أمر الله الجبل أن يقع عليهم ، فنظروا إليه وقد غشيهم ، فسقطوا سجدا على شق ، ونظروا بالشق الآخر ، فرحمهم الله فكشفه عنهم فذلك قوله : ( السدي وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة ) [ الأعراف : 171 ] ، وقوله : ( ورفعنا فوقكم الطور ) .
1123 - وحدثني قال ، أخبرنا يونس بن عبد الأعلى ابن وهب قال ، قال ابن زيد : الجبل بالسريانية الطور .
وقال آخرون : " الطور " اسم للجبل الذي ناجى الله موسى عليه .
ذكر من قال ذلك :
1124 - حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال ، حدثني حجاج ، عن قال : قال ابن جريج ابن عباس : الطور ، الجبل الذي أنزلت عليه التوراة - يعني على موسى - وكانت بنو إسرائيل أسفل منه . قال : وقال لي ابن جريج عطاء : رفع الجبل على بني إسرائيل ، فقال : لتؤمنن به أو ليقعن عليكم . فذلك قوله : ( كأنه ظلة ) .
وقال آخرون : الطور ، من الجبال ، ما أنبت خاصة .
ذكر من قال ذلك :
1125 - حدثت عن المنجاب قال ، حدثنا بشر بن عمارة ، عن أبي روق ، عن الضحاك ، عن ابن عباس في قوله : ( الطور ) قال : الطور من الجبال ما أنبت ، وما لم ينبت فليس بطور .