القول في تأويل قوله ( " 67 967 " يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون أيديهم نسوا الله فنسيهم إن المنافقين هم الفاسقون المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض ( 67 ) )
قال أبو جعفر : يقول - تعالى ذكره - : ( المنافقون والمنافقات ) وهم الذين يظهرون للمؤمنين الإيمان بألسنتهم ، ويسرون الكفر بالله ورسوله [ ص: 338 ] ( بعضهم من بعض ) يقول : هم صنف واحد ، وأمرهم واحد ، في إعلانهم الإيمان واستبطانهم الكفر ( يأمرون ) من قبل منهم ( بالمنكر ) وهو الكفر بالله وبمحمد - صلى الله عليه وسلم - وبما جاء به وتكذيبه ( وينهون عن المعروف ) يقول : وينهونهم عن الإيمان بالله ورسوله ، وبما جاءهم به من عند الله
وقوله : ( ويقبضون أيديهم ) يقول : ويمسكون أيديهم عن النفقة في سبيل الله ، ويكفونها عن الصدقة ، فيمنعون الذين فرض الله لهم في أموالهم ما فرض من الزكاة - حقوقهم ، كما : -
16923 - حدثنا محمد بن عمرو قال : حدثنا أبو عاصم قال : حدثنا عيسى عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله : ( ويقبضون أيديهم ) قال : لا يبسطونها بنفقة في حق .
16924 - حدثنا المثنى قال : حدثنا أبو حذيفة قال : حدثنا شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد مثله .
16925 - حدثني المثنى قال : حدثنا إسحاق قال : حدثنا عبد الله عن ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد مثله .
16926 - حدثنا القاسم قال : حدثنا الحسين قال : حدثني حجاج عن عن ابن جريج مجاهد نحوه .
16927 - حدثنا بشر قال : حدثنا يزيد قال : حدثنا سعيد عن قتادة قوله : ( ويقبضون أيديهم ) لا يبسطونها بخير .
16928 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال : حدثنا محمد بن ثور عن معمر عن قتادة : ( ويقبضون أيديهم ) قال : يقبضون أيديهم عن كل خير . [ ص: 339 ] وأما نسوا الله فنسيهم ) فإن معناه : تركوا الله أن يطيعوه ويتبعوا أمره ، فتركهم الله من توفيقه وهدايته ورحمته . قوله : (
وقد دللنا فيما مضى على أن معنى " النسيان " الترك بشواهده ، فأغنى ذلك عن إعادته هاهنا .
وكان قتادة يقول في ذلك ما : -
16929 - حدثنا بشر قال : حدثنا يزيد قال : حدثنا سعيد عن قتادة قوله : ( نسوا الله فنسيهم ) نسوا من الخير ، ولم ينسوا من الشر .
قوله : ( إن المنافقين هم الفاسقون ) يقول : إن الذين يخادعون المؤمنين - بإظهارهم لهم بألسنتهم الإيمان بالله ، وهم للكفر مستبطنون - هم المفارقون طاعة الله ، الخارجون عن الإيمان به وبرسوله .