[ ص: 381 ] القول في تأويل قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=78nindex.php?page=treesubj&link=28980_28781_29692ألم يعلموا أن الله يعلم سرهم ونجواهم وأن الله علام الغيوب ( 78 ) )
قال
أبو جعفر : يقول - تعالى ذكره - : ألم يعلم هؤلاء المنافقون الذين يكفرون بالله ورسوله سرا ، ويظهرون الإيمان بهما لأهل الإيمان بهما جهرا (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=78أن الله يعلم سرهم ) الذي يسرونه في أنفسهم من الكفر به وبرسوله ( ونجواهم ) يقول : " ونجواهم " إذا تناجوا بينهم بالطعن في الإسلام وأهله ، وذكرهم بغير ما ينبغي أن يذكروا به ، فيحذروا من الله عقوبته أن يحلها بهم ، وسطوته أن يوقعها بهم على كفرهم بالله وبرسوله ، وعيبهم للإسلام وأهله ، فينزعوا عن ذلك ويتوبوا منه . (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=78وأن الله علام الغيوب ) يقول : ألم يعلموا أن الله علام ما غاب عن أسماع خلقه وأبصارهم وحواسهم مما أكنته نفوسهم ، فلم يظهر على جوارحهم الظاهرة ، فينهاهم ذلك عن خداع أوليائه بالنفاق والكذب ، ويزجرهم عن إضمار غير ما يبدونه ، وإظهار خلاف ما يعتقدونه ؟
[ ص: 381 ] الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=78nindex.php?page=treesubj&link=28980_28781_29692أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللَّهَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ( 78 ) )
قَالَ
أَبُو جَعْفَرٍ : يَقُولُ - تَعَالَى ذِكْرُهُ - : أَلَمْ يَعْلَمْ هَؤُلَاءِ الْمُنَافِقُونَ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ سِرًّا ، وَيُظْهِرُونَ الْإِيمَانَ بِهِمَا لِأَهْلِ الْإِيمَانِ بِهِمَا جَهْرًا (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=78أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ ) الَّذِي يُسِرُّونَهُ فِي أَنْفُسِهِمْ مِنَ الْكُفْرِ بِهِ وَبِرَسُولِهِ ( وَنَجْوَاهُمْ ) يَقُولُ : " وَنَجْوَاهُمْ " إِذَا تَنَاجَوْا بَيْنَهُمْ بِالطَّعْنِ فِي الْإِسْلَامِ وَأَهْلِهِ ، وَذِكْرِهِمْ بِغَيْرِ مَا يَنْبَغِي أَنْ يُذْكَرُوا بِهِ ، فَيَحْذَرُوا مِنَ اللَّهِ عُقُوبَتَهُ أَنْ يُحِلَّهَا بِهِمْ ، وَسَطْوَتَهُ أَنْ يُوقِعَهَا بِهِمْ عَلَى كُفْرِهِمْ بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ ، وَعَيْبِهِمْ لِلْإِسْلَامِ وَأَهْلِهِ ، فَيَنْزِعُوا عَنْ ذَلِكَ وَيَتُوبُوا مِنْهُ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=78وَأَنَّ اللَّهَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ) يَقُولُ : أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَّامُ مَا غَابَ عَنْ أَسْمَاعِ خَلْقِهِ وَأَبْصَارِهِمْ وَحَوَاسِّهِمْ مِمَّا أَكَنَّتْهُ نُفُوسُهُمْ ، فَلَمْ يَظْهَرْ عَلَى جَوَارِحِهِمُ الظَّاهِرَةِ ، فَيَنْهَاهُمْ ذَلِكَ عَنْ خِدَاعِ أَوْلِيَائِهِ بِالنِّفَاقِ وَالْكَذِبِ ، وَيَزْجُرُهُمْ عَنْ إِضْمَارِ غَيْرِ مَا يُبْدُونَهُ ، وَإِظْهَارِ خِلَافِ مَا يَعْتَقِدُونَهُ ؟