[ ص: 154 ] القول في تأويل قوله تعالى : ( فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل كذلك نطبع على قلوب المعتدين ثم بعثنا من بعده رسلا إلى قومهم فجاءوهم بالبينات ( 74 ) )
قال أبو جعفر : يقول ، تعالى ذكره : ثم بعثنا من بعد نوح رسلا إلى قومهم ، فأتوهم ببينات من الحجج والأدلة على صدقهم ، وأنهم لله رسل ، وأن ما يدعونهم إليه حق ( فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل ) ، يقول : فما كانوا ليصدقوا بما جاءتهم به رسلهم بما كذب به قوم نوح ومن قبلهم من الأمم الخالية من قبلهم ( كذلك نطبع على قلوب المعتدين ) ، يقول ، تعالى ذكره : كما طبعنا على قلوب أولئك فختمنا عليها ، فلم يكونوا يقبلون من أنبياء الله نصيحتهم ، ولا يستجيبون لدعائهم إياهم إلى ربهم ، بما اجترموا من الذنوب واكتسبوا من الآثام كذلك نطبع على قلوب من اعتدى على ربه فتجاوز ما أمره به من توحيده ، وخالف ما دعاهم إليه رسلهم من طاعته ، عقوبة لهم على معصيتهم ربهم من هؤلاء الآخرين من بعدهم .