[ ص: 288 ] القول في تأويل قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=21nindex.php?page=treesubj&link=28982أولئك الذين خسروا أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون ( 21 ) )
قال
أبو جعفر : يقول ، تعالى ذكره : هؤلاء الذين هذه صفتهم ، هم الذين غبنوا أنفسهم حظوظها من رحمة الله (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=21وضل عنهم ما كانوا يفترون ) ، وبطل كذبهم وإفكهم وفريتهم على الله ، بادعائهم له شركاء ، فسلك ما كانوا يدعونه إلها من دون الله غير مسلكهم ، وأخذ طريقا غير طريقهم ، فضل عنهم ، لأنه سلك بهم إلى جهنم ، وصارت آلتهم عدما لا شيء ، لأنها كانت في الدنيا حجارة أو خشبا أو نحاسا أو كان لله وليا ، فسلك به إلى الجنة ، وذلك أيضا غير مسلكهم ، وذلك أيضا ضلال عنهم .
[ ص: 288 ] الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=21nindex.php?page=treesubj&link=28982أُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ ( 21 ) )
قَالَ
أَبُو جَعْفَرٍ : يَقُولُ ، تَعَالَى ذِكْرُهُ : هَؤُلَاءِ الَّذِينَ هَذِهِ صِفَتُهُمْ ، هُمُ الَّذِينَ غَبَنُوا أَنْفُسَهُمْ حُظُوظَهَا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=21وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ ) ، وَبَطَلَ كَذِبُهُمْ وَإِفْكُهُمْ وَفِرْيَتُهُمْ عَلَى اللَّهِ ، بِادِّعَائِهِمْ لَهُ شُرَكَاءَ ، فَسَلَكَ مَا كَانُوا يَدْعُونَهُ إِلَهًا مِنْ دُونِ اللَّهِ غَيْرَ مَسْلَكِهِمْ ، وَأَخَذَ طَرِيقًا غَيْرَ طَرِيقِهِمْ ، فَضَلَّ عَنْهُمْ ، لِأَنَّهُ سَلَكَ بِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ ، وَصَارَتْ آلَتُهُمْ عَدَمًا لَا شَيْءَ ، لِأَنَّهَا كَانَتْ فِي الدُّنْيَا حِجَارَةً أَوْ خَشَبًا أَوْ نُحَاسًا أَوْ كَانَ لِلَّهِ وَلِيًّا ، فَسَلَكَ بِهِ إِلَى الْجَنَّةِ ، وَذَلِكَ أَيْضًا غَيْرَ مَسْلَكِهِمْ ، وَذَلِكَ أَيْضًا ضَلَالٌ عَنْهُمْ .