القول في تأويل وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد ( 102 ) ) قوله تعالى : (
قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : وكما أخذت ، أيها الناس ، أهل هذه القرى التي اقتصصت عليك نبأ أهلها بما أخذتهم به من العذاب ، على خلافهم أمري ، وتكذيبهم رسلي ، وجحودهم آياتي ، فكذلك أخذي القرى وأهلها إذا أخذتهم بعقابي ، وهم ظلمة لأنفسهم بكفرهم بالله ، وإشراكهم به غيره ، وتكذيبهم رسله ( إن أخذه أليم ) ، يقول : إن أخذ ربكم بالعقاب من أخذه ( أليم ) ، يقول : موجع ( شديد ) الإيجاع . [ ص: 475 ]
وهذا من الله تحذير لهذه الأمة ، أن يسلكوا في معصيته طريق من قبلهم من الأمم الفاجرة ، فيحل بهم ما حل بهم من المثلات ، كما : -
18559 - حدثنا أبو كريب قال ، حدثنا أبو معاوية ، عن بريد بن أبي بردة ، عن أبيه ، عن أبي موسى قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة ) . إن الله يملي وربما ، قال : يمهل الظالم ، حتى إذا أخذه لم يفلته . ثم قرأ : (
18560 - حدثني يونس قال ، أخبرنا ابن وهب قال ، قال ابن زيد : إن الله حذر هذه الأمة سطوته بقوله : ( وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد ) . [ ص: 476 ]
وكان عاصم الجحدري يقرأ ذلك : ( وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة ) ، وذلك قراءة لا أستجيز القراءة بها لخلافها مصاحف المسلمين ، وما عليه قرأة الأمصار .