قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : ولما فتح إخوة يوسف متاعهم الذي حملوه من مصر من عند يوسف ( وجدوا بضاعتهم ) ، وذلك ثمن الطعام الذي اكتالوه منه ردت إليهم ، ( قالوا يا أبانا ما نبغي هذه بضاعتنا ردت إلينا ) يعني أنهم قالوا لأبيهم : ماذا نبغي؟ هذه بضاعتنا ردت إلينا ! تطييبا منهم لنفسه بما صنع بهم في رد بضاعتهم إليهم .
وإذا وجه الكلام إلى هذا المعنى ، كانت " ما " استفهاما في موضع نصب بقوله : ( نبغي ) .
وإلى هذا التأويل كان يوجهه قتادة .
19476 - حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : [ ص: 162 ] ( ما نبغي ) يقول : ما نبغي وراء هذا ، إن بضاعتنا ردت إلينا ، وقد أوفي لنا الكيل .
وقوله : ( ونمير أهلنا ) ، يقول : ونطلب لأهلنا طعاما فنشتريه لهم .
يقال منه : " مار فلان أهله يميرهم ميرا " ، ومنه قول الشاعر :
بعثتك مائرا فمكثت حولا متى يأتي غياثك من تغيث
( ونحفظ أخانا ) ، الذي ترسله معنا ( ونزداد كيل بعير ) ، يقول : ونزداد على أحمالنا [ من ] الطعام حمل بعير يكال لنا ما حمل بعير آخر من إبلنا ( ذلك كيل يسير ) ، يقول : هذا حمل يسير . كما : -
19477 - حدثني الحارث ، قال : حدثنا القاسم ، قال : حدثنا حجاج ، عن : ( ابن جريج ونزداد كيل بعير ) قال : كان لكل رجل منهم حمل بعير ، فقالوا : أرسل معنا أخانا نزداد حمل بعير وقال : قال ابن جريج مجاهد : ( كيل بعير ) حمل حمار . قال : وهي لغة قال القاسم : يعني مجاهد : أن " الحمار " يقال له في بعض اللغات : " بعير " .
19478 - حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة قوله : ( ونزداد كيل بعير ) ، يقول : حمل بعير .
19479 - حدثنا ابن حميد قال : حدثنا سلمة ، عن ابن إسحاق : ( ونزداد كيل بعير ) نعد به بعيرا مع إبلنا ( ذلك كيل يسير ) .