قال أبو جعفر : يقول جل ثناؤه : قال إخوة يوسف له : تالله لقد فضلك الله علينا ، وآثرك بالعلم والحلم والفضل ( وإن كنا لخاطئين ) ، يقول : وما كنا في فعلنا الذي فعلنا بك ، في تفريقنا بينك وبين أبيك وأخيك وغير ذلك من صنيعنا الذي صنعنا بك ، إلا خاطئين يعنون : مخطئين .
يقال منه : " خطئ فلان يخطأ خطأ وخطأ ، وأخطأ يخطئ إخطاء " ، [ ص: 246 ] ومن ذلك قول أمية بن الأسكر :
وإن مهاجرين تكنفاه لعمر الله قد خطئا وحابا
[ ص: 247 ]وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
19793 - حدثنا ابن وكيع ، قال : حدثنا عمرو ، عن أسباط ، عن قال : لما قال لهم السدي يوسف : ( أنا يوسف وهذا أخي ) اعتذروا إليه وقالوا : ( تالله لقد آثرك الله علينا وإن كنا لخاطئين ) فيما كنا صنعنا بك .
19794 - حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : ( تالله لقد آثرك الله علينا ) وذلك بعد ما عرفهم أنفسهم ، يقول : جعلك الله رجلا حليما .